بعد التاسعة مساء في كل ليلة، وفوق عربة متنقلة ، يبدأ “مدحت “- اسم مستعار- عمله كبائع سمك متخصص في بيع سمك “الشبين” في شارع الأمين في محافظة “بور سعيد”، التي تطل على البحر المتوسط في مصر.
“الشبين” هو الاسم الشعبي الذي يطلقه أهل المدينة على أنواع مختلفة من أسماك “الراي” أو “الشفنين”. لا يبيع “مدحت” سوى هذا النوع من الأسماك، وبعد أن يشتريها من الصيادين، يبدأ بإزالة الجلد عن جسد السمكة، ثم يقوم بتقطيعها وبيعها بالكيلو ، وعادة يقوم المشتري بوضعها في إناء به خل وليمون لمدة ليلة للتخلص من رائحتها القويّة، لكن أحياناً لا يستطيع “مدحت” العثور عليها، إذ يكثر تواجدها في فصل الشتاء، ويصعب قليلا صيدها بقية العام.
وفي جولة أخرى في سوق الأسماك الجديد في بور سعيد في حي الضواحي، كانت تباع أسماك الراي لدى عدد قليل من البائعين على هيئة “شرائح” بعد تنظيفها، بسعر 150 جنيه للكيلو، أي نحو خمسة دولارات، وقال أحمد الليلي، بائع سمك في السوق، إن هناك بائعين متخصصين يستطيعون تنظيفها لأن بها الكثير من الغضاريف أو العظام، في الوقت نفسه يقوم أحمد بتخزينها في فترة الشتاء لأنها تتوفر أكثر، ثم يحفظها مجمدة ليستطيع بيعها طوال العام.
في عام 2021 ، وجدت دراسة نشرتها دورية “نيتشر” ، أنه خلال الخمسين عاماً الأخيرة، انخفضت أعداد أسماك القرش والشفنين “الراي” بمقدار 71% بعد زيادة ضغط الصيد بمقدار 18 ضعفا منذ عام 1970، وهذا أدى إلى تهديد ثلاثة أرباع أنواع هذه الأسماك إلى الانقراض، بينما وجدت دراسة أخرى منشورة في يناير 2023، في دورية “نيتشر كومينيكيشنز”، أن ما يقرب من ثلثي أسماك القرش والراي المرتبطة بالشعاب المرجانية والبالغ عددها 134 نوعًا، مهددة بالانقراض، وذلك بسبب الصيد الجائر أولا، كما تلعب عوامل الأخرى مثل تغيُّر المناخ وتدهور الموائل دوراً مهما.
وبشكل عام، تميل هذه الأسماك إلى أن تكون بطيئة النمو، ومتأخرة في النضج، وتنتج عددًا قليلاً من الصغار بعد فترات حمل طويلة، وهذا يعني أن الصيد الجائر يمكن أن يدمر الأرصدة السمكية، التي تفشل بعد ذلك في التجدد، وفقاً لتقرير الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة.
اعتقاد بأنها مفيدة لعظام الظهر
خلال جولاتنا في أسواق الأسماك في ثلاثة محافظات مصرية تطل على البحر المتوسط، وهي “بور سعيد ودمياط والأسكندرية”، قال العديد من بائعي الأسماك والمواطنين إن هناك اعتقاد منتشر بأن أسماك الراي بالتحديد غنية بالفيتامينات، و مفيدة لعلاج الظهر وتقوية العظام، ويطلقون على أنواعها المختلفة العديد من الأسماء الشعبية، مثل “سمكة البقرة” أو “المحرات” أو “الشبين” أو شيطان البحر أو “السمكة الضاحكة”، أو “مسمار الظهر”، وهذا ما رصدناه، لكن الاسم الأكثر شهرة كان “الشبين”، والذي بحثنا به عبر محرك البحث “جوجل”، فوجدنا عشرات من مقاطع الفيديو لطريقة تقطيع السمكة وطهيها، والترويج لها على أنها غنية بالبروتينات ومفيدة للعظام.
تنتمي لفصيلة الأسماك الغضروفية
تنتمي أسماك الراي إلى فصيلة الأسماك الغضروفية، وهي سفلية الخياشيم، وجسدها مفلطح، ودائما يقترن ذكرها بأسماك القروش التى تعتبر الجزء الأكبر من الأسماك الغضروفية، وتنتشر أنواع منها في البحر المتوسط في مصر، إضافة إلى أنواع أخرى في البحر الأحمر، وأغلبها ” بيوضة ولودة” أي يتم وضع البيض داخلها ويتم الإخصاب داخلياً، ثم تلد الصغار ، بينما هناك قلة منها تمثل استثناء وتضع البيض في شرانق معلقة، كما أنها قد تعيش في المياه الضحلة أو الأعماق الصغيرة، أو في أعماق تمتد إلى أكثر من 700 متر، وفقاً لدكتور محمود محروس فراج، أستاذ مساعد علوم البحار والأسماك بكلية العلوم بجامعة الأزهر بأسيوط، والاستشارى البيئى وخبير التنوع البيولوجى بوزارة البيئة المصرية.
وأضاف محروس أنه في مصر تم تسجيل أكثر من 20 نوع من أسماك الراي في البحر المتوسط في مصر، لكن لا يتم استغلال واستهداف كل الأنواع، بل يتم التركيز على صيد أربعة أو خمسة أنواع لها قيمة اقتصادية في أسواق السمك، وبعضها لها أحجام كبيرة، ومن أبرزها، سمكة “المانتا راي” أو التي تعرف باسم شيطان البحر، وقد يتراوح حجمها بين كيلو إلى 500 كيلو، وسمكة “الوطواط”، وسمكة “القردة” bull ray ، وهناك أيضاً أنواع أخرى موجودة في السوق أصغر حجما مقارنة بالأنواع السابقة ويتم صيدها بشباك الصيد وتداولها في الأسواق، ومن أمثلتها “البقرة المرقطة sting ray”.
سمكة القيثارة “الجيتار فيش” متداول في السوق
وقال إن هناك نوع مستهدف بالصيد أيضاً هو “سمك المحرات أو المعروف بـ”الجيتار فيش” أو سمكة القيثارة ، وهذا النوع شبيه بالقروش في الشكل الخارجي إلا أن الجزء الأمامي منه أشبه بأسماك الراي، حيث تكون الخياشيم في الجزء البطني، والجزء الأمامي من بطنه مفلطح، وهذا النوع يتم تداوله في الأسواق وقد تصل أطواله إلى أكثر من متر ونصف، وهو مستساغ بالنسبة للمستهلكين والتجار.
وأضاف: ” هناك أنواع أخرى من أسماك الراي يتم صيدها بشكل عرضي وليست مستهدفة، وتُباع بسعر رخيص، أي أن الوزن والشكل يلعبان دوراً في جذب الاهتمام الاقتصادي للصيادين لأنهم يستغلونها كلحم، ويتسبب الصيد الجائر بالشباك في صيد أنواع مختلفة من الرايات مما يؤثر على كميتها وأعدادها بالإضافة إلى التأثير على التنوع البيولوجي في البيئة البحرية”
“سمكة القيثارة” مهددّة بالانقراض بشدة
ووفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، في تقييم صدر عنها في عام 2021، فإن سمكة القيثارة الشائعة مصنفة على أنها “مهددة بالانقراض بشدة”، و قد شهدت انخفاضًا في أعدادها بنسبة تزيد عن 80% خلال الـ42 عاماً الأخيرة، بينما صنّف التقييم أسماك شيطان البحر بأنها “معرضة لخطر الانقراض”.
وفي عام 2014، تم إدراج أنواع أسماك شيطان البحر في الملحق الثاني من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض “سايتس”، وتصنف هذه المعاهدة الأنواع المدرجة في الملحق الثاني على أنها ليست بالضرورة مهددة بالانقراض، ولكن يتم التحكم في الاتجار بها لتجنب الاستخدام الذي لا يتوافق مع بقائها.
في محافظة دمياط …”الجيتار فيش” تباع بالكيلو
في محافظة دمياط، قمنا بجولة في سوق “القنطرة للأسماك”، وفي إحدى المحال العريقة، عثرنا على إحدى أسماك الراي “جيتار فيش”، أو “سمكة القيثارة “، وتحدثنا مع مالك المحل فقال إن اسمها الشعبي هو “سمكة الشبين أو مسمار الظهر أو السمكة الضاحكة “، وأن بها نسبة فيتامينات عالية مفيدة للمفاصل والعظام، وهناك مستهلكين يطلبونها ويبحثون عنها بالتحديد، وهي مستهدفة من قبل الصيادين.
يقول محمد توفيق: “يترواح حجم السمكة بين أحجام صغيرة وقد تصل إلى أحجام كبيرة جدا”، وأحيانا أبيع السمكة بحالتها الأصلية، أو قطع، ومتوسط سعر الكيلو 80 جنيها، ويكثر تواجدها في فصل الخريف”.
في الأسكندرية ..ينتشر اسم “المحرات”
في جولة أخرى قمنا بها في محافظة الإسكندرية، قابلنا “أحمد – اسم مستعار”، بائع سمك يعمل في مهنته منذ 28 عاماً، يقول بأن الاسم الشعبي المنتشر لها في محافظته هو “المحرات”، أو سمك “البقر” الذي يتم إطلاقه على أسماك الراي الأكبر حجما، وأخبرنا بأن المستهلكين يقبلون على شرائه لأن له طعم لذيذ، ويعتقدون بأنه مفيد لبناء عظام الأطفال، وقد بيبعها التاجر بدون تقطيعها، أما البائعين فيقومون بسلخ جلده ثم تقطيعه وبيعه، وإزالة سلسلة الفقرات الموجودة في الظهر، كما قال بأنها تنتشر بين شهري مارس و مايو، ويتم بيعها كقطع، ويتراوح سعر الكيلو بين خمسين جنيها وبين 120 جنيهاً”
وقابلنا صياد آخر -رفض ذكر اسمه- كان يبيع سمكة الراي الصغيرة من بين أسماك أخرى عديدة، وأطلق عليها اسم “المحرات”، وقال إنه يبيعها بشكل يومي، ويتراوح وزنها من واحد إلى خمسة كيلوجرام، ويتراوح سعر الكيلو بين 60 و80 جنيهاً.
وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، في تقريرها الأخير عام 2022، عن “حالة مصايد الأسماك في البحر المتوسط والأسود”، فإن مصر تستحوذ على 8.9 % من طاقة الصيد في منطقة البحر المتوسط، وتحتل المرتبة الخامسة بعد تركيا وإيطاليا وتونس والجزائر، وتمثل الدول الخمس مجتمعة نحو 64% من قيمة الصيد في المنطقة، وبالرغم من نقص البيانات، إلا أن التقرير رجح أن أسماك القرش والراي، هي من أكثر الأنواع تعرضا للخطر في مصايد البحر المتوسط بسبب ضغط صيد الأسماك، وبالتوازي، رصد انخفاض إنتاج الأسماك عموما في البحر المتوسط والبحر الأسود بنحو 15% منذ عام 2020.
ومصر هي عضوة موقعة وأساسية في هيئة مصايد أسماك البحر الأبيض المتوسط (GFCM) منذ عام 1951 ، وهي منظمة إقليمية لإدارة مصايد الأسماك هدفها ضمان الحفاظ على الموارد البحرية الحية واستخدامها المستدام، ومصر عضوة أيضاً في اللجنة الدولية لحفظ أسماك التونة في المحيط الأطلسي (ICCAT).
دليل للحفاظ على أسماك القرش والراي
وفي محاولة للحفاظ على أنواع أسماك الراي المختلفة من تناقص أعدادها، والتقليل من خطر انقراضها بسبب أنشطة الصيد، أصدرت منظمة الفاو في عام 2018، بالشراكة مع (GFCM) ، دليلاً يضم مبادئ توجيهية في حالة صيد أسماك القرش أو الراي بشكل عرضي بالخيوط الطويلة في البحر المتوسط، وقال إن إزالة الخطاف نادرًا ما يبقى أسماك الراي على قيد الحياة بعد إطلاقها بسبب تلف الفك، لذا أوصى بقطع الخطاف أو الخيط المرتبط به اذا اشتبك بالقرب من فم السمكة، لكن في حالة اشتباك الخطاف بشكل عميق بجسد السمكة، يجب استخراجه بطريقة معينة للسماح لها بالسقوط مرة أخرى في الماء.
في الوقت نفسه، أطلقت الهيئة توصيات بشأن صيد أسماك القرش والراي، أكدت فيها على منع تداول هذه الأسماك بعد سلخها وتقطيعها في أسواق الدرجة الأولى، كما قالت إن إجراءات حماية المصايد تقتضي الحد من الصيد بشباك الجر في المناطق الساحلية ، مطالبة مراكز حماية البيئة بتشديد الرقابة والتأكد من أن أنشطة الصيد بشباك الجر يحظر القيام بها داخل ثلاثة أميال بحرية قبالة الساحل، كما أوصت بتقديم الحماية لأنواع أسماك القرش والراي المهددة بالانقراض المدرجة في اتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية، ومنعت الاحتفاظ بالأسماك المدرجة في الملحق الثاني من الاتفاقية، أو نقلها أو تخزينها أو بيعها .
وفي عام 2019، قال تقرير للمنظمة العالمية للحفاظ على الطبيعة، إن الصيد غير المستدام وغير القانوني أدى إلى استنفاد أعداد أسماك القرش والشفنينيات في منطقة البحر المتوسط، ووجد أن ليبيا وتونس يسجلان في صيد أسماك القرش والراي ثلاثة أضعاف ما تنتجه إيطاليا التي تبلغ حصتها “1347 طنًا”، بينما تبلغ حصة مصر من صيد الأسماك الغضروفية حسب التقرير”1141 طنًا”، مضيفاً: “هذه البيانات تظهر على أنه بالرغم من حظر هيئة أسماك البحر المتوسط لصيد وتداول الكثير من الأنواع ومن بينها سمكة الجيتار الشائعة وشيطان البحر، إلا أنه مع ذلك، يتم صيدها بانتظام”.
وقال التقرير إنه يتم استهداف بعض الأنواع بشكل مباشر، في حين يتم اصطياد الكثير من الأنواع المتبقية كصيد عرضي غير مرغوب فيه، وسجل في المنطقة أكثر من 60 نوعًا في شباك الجر، بينما تمثل أسماك القرش والشفنينيات في بعض المناطق أكثر من ثلث إجمالي الصيد بالخيوط الطويلة، مضيفاً: “هناك 20 نوعًا من أسماك القرش والشفنينيات مهددة بالانقراض بشدة، من بينهم سمكة الجيتار وسمكة شيطان البحر”
وهناك مناطق حاضنة لأسماك الراي بأنواعها المختلفة في البحر المتوسط في مصر، فيقول الدكتور محمود محروس إنها تتواجد بكثافة في منطقة الدلتا وغرب الأسكندرية، كما تنتشر على طول ساحل البحر المتوسط.
ويضيف: “تعد أسماك المانتا راي ضمن الأسماك المهاجرة على طول ساحل البحر المتوسط، أي تتحرك في أسراب في موسمها، وفي موسم الصيد يمكن اصطياد بعضها من المياه قرب الشاطئ، ومع أن هذه الأسماك متواجدة طوال السنة، لكن هناك مواسم للصيد ومواسم للتكاثرـ لذا يجب علمياً مراعاة هذه التوقيتات، لأنه على سبيل المثال في مواسم التكاثر يجب أن تتضمن الخطط إجراءات للمحافظة على هذه الأنواع وتكاثرها وحماية التنوع البيولوجي، بينما يمكن تنظيم أنشطة الصيد في مواسم الصيد التي تخرج فيها بعض الأنواع من منطقتها إلى المناطق التي يسهل وصول الصيادين إليها”.
وقال محروس إنه توجد قوانين مصرية يطبقها “جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية” وهي الجهة الحكومية المعنية بالحفاظ على الثروة السمكية في مصر، وهذه القوانين تسعى بشكل عام إلى منع الصيد الجائر وغير القانوني، والحفاظ على الثروة السمكية.
وأضاف: “الجهاز وضع شروط لاستخدام الشباك أثناء عمليات الصيد، للحفاظ على المخزون السمكي، وحدد مواصفات أحجام الأسماك المسموح بصيدها، ومنع الصيد في أوقات معينة للحفاظ على عملية تكاثر الأسماك، وفي الماضي، منعت وزارة الزراعة المصرية لفترة مؤقتة تجارة وصيد الأسماك الغريبة
والسامة، وكان من بينها أسماك الري لأنه كان هناك تخوف من أنها تمثل خطراً على الإنسان لأن ذيلها به أشواك قد تسبب الجروح والالتهابات، لكن فيما بعد كان يتم قطع ذيلها وبيعها”.
قوانين فرعية تستهدف الحفاظ على الأسماك بشكل عام
وتابع أنه إضافة إلى القوانين السابقة، هناك قانون وضعته وزارة البيئة المصرية يجرّم صيد وتجارة أسماك القروش التي تنتمي إلى نفس الفصيلة الغضروفية التي تضم “أسماك الراي” بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البحرية، لكن مع ذلك يتم اصطياد وبيع القروش في الأسواق بالمخالفة للقانون، وفيما يتعلق بأسماك الراي كجزء أصيل من الأسماك الغضروفية فانها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والوعي من قبل المسؤولين بهدف الحفاظ عليها.
وأضاف: “في الفترة الأخيرة، تناقص تواجد الأسماك الغضروفية سواء القروش أو الرايات أو المحاريت على ساحل البحر المتوسط في مصر، لذا يجب زيادة توعية الصيادين وتجار الأسماك، وزيادة الرقابة لأن الصيد بالشباك غير القانونية ذات المواصفات المخالفة يتسبب في جمع الكثير من الأنواع، ويحصد الأسماك ذات الأحجام الصغيرة ممّا يضر بالمخزون السمكي، كما أن بعض الشباك تضر بالبيئة البحرية نفسها من طحالب وحشائش، وبالموائل الطبيعية التي تمثل حماية للكائنات البحرية”.
أحمد دياب، باحث بمركز بحوث الأسماك التابع لوزارة الزراعة المصرية، قال إن “الصيد الجائر أحد أهم التهديدات التي تواجه النظم الإيكولوجية البحرية، كما أن تغير المناخ يؤثر على مواقع وجود الأسماك النادرة، وبالتالي تتعرض لخطر الانقراض، وتعتبر شياطين البحر أو المانتا راي من ضمن أكثر من 16 ألف نوع من الأنواع المهددة بالانقراض، إذ فقدت الحياة البحرية نحو 30 % من أنواعها نتيجة للصيد الجائر”.
وأضاف: “قد يطلق على المانتا راي أيضاً الراي اللاسع، وقد يصل طولها إلى 240 سم ووزنها إلى 600 كجم، ويحرك هذا السمك أجنحته الصدرية الضخمة لكي يستطيع السباحة، ويتصف العمود الفقرى بأنه حاد للغاية، كما أن له عينين صغيرتين وذيل حاد، ويبلغ عدد الأسنان حوالي 37 صف في كل فك.
ويضيف دياب إن أسماك الراي تلعب دورًا مهمًا في التنوع البيولوجي من خلال تنظيف البيئة البحرية، حيث تتغذى على الكائنات الحية التي تعيش في قاع البحر أو قريباً منه، وبالتالي فإن الضغوط المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ، والصيد الجائر، والتلوث، وتدمير الموائل، تهدد صحة البيئة البحرية ، ويمكن لممارسات الصيد غير المستدامة، مثل الصيد بشباك الجر في القاع واستخدام معدات الصيد المدمرة، أن تدمر الموائل الطبيعية وتستنزف أعداد الأسماك، وهذا لا يؤدي إلى تعطيل التوازن الدقيق للشبكة الغذائية البحرية وفقدان التنوع البيولوجي فحسب، بل يعرض للخطر أيضًا سبل عيش المجتمعات الساحلية التي تعتمد على صيد الأسماك.
يمكنك قراءة النسخة الإنجليزية من التحقيق من هنا