أدى زلزال اليابان، الذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، إلى تغيرات خطيرة في شبه جزيرة نوتو بوسط اليابان، وفق ما أكده تحليل جديد لوكالة ناسا.
شهدت أجزاء من اليابان زلزالا مدمرا في أول أيام العام الجديد، أعقبه موجات تسونامى زاد ارتفاعها على متر فى بعض المناطق، الأمر الذى دفع السلطات إلى الطلب من السكان مغادرة المناطق المتضررة واللجوء إلى المرتفعات.
بلغ عدد القتلى جراء الزلزال 232 شخصًا، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين مازالوا مفقودين 22 شخصًا، وفق الحكومة اليابانية.
زلزال اليابان
في الساعة 4:10 مساءً بتوقيت اليابان القياسي، بدأت الأرض في شبه جزيرة نوتو في شمال غرب هونشو بالاهتزاز بعنف لمدة 50 ثانية تقريبًا.
أعقبت الهزة الرئيسية، التي بلغت قوتها 7.6 درجة على مقياس ريختر، عشرات الهزات الارتدادية القوية في الدقائق والساعات والأيام التالية.
أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن ١٥٥ زلزالا ضرب وسط اليابان، وأن معظم هذه الزلازل تجاوزت قوتها ٣ درجات.
كان الزلزال الذي ضرب محافظة إيشيكاوا في 1 يناير 2024 هو الأقوى في تاريخ المحافظة منذ عام 1885، والأقوى في اليابان بشكل عام منذ زلزال توهوكو عام 2011.
شعر الناس بالاهتزاز في معظم أنحاء هونشو بما في ذلك طوكيو، التي تقع على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب شرق مركز الزلزال.
كانت الهزات على أشدها في مدن سوزو ونوتو وواجيما وأناميزو، بالقرب من مركز الزلزال في شمال شبه جزيرة نوتو.
أدى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية إلى اشتعال الحرائق في بعض المناطق، وتسببت الثلوج الكثيفة التي تساقطت بعد الزلزال في تعقيد جهود الاستجابة لحالات الطوارئ، مما جعل من الصعب وصول المساعدات إلى بعض المجتمعات.
ذكرت حكومة مقاطعة “إيشيكاوا” اليابانية أن أكثر من 30 ألف منزل بالمقاطعة، تضرر بسبب زلزال شبه جزيرة نوتو، بوسط اليابان.
وظهرت الأضرار الناجمة مباشرة عن الزلازل بشكل كبير فى المنازل القديمة المبنية من الخشب.
انقطعت الكهرباء عن حوالى ٣٣٥٠٠ منزل في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيجاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان فى جزيرة هونشو فى اليابان، وفق ما أفادت المرافق المحلية.
بعد زلزال اليوم.. هل ثمة علاقة بين هزات الأرض وتغيرات المناخ؟
ارتفاع الأرض
بينما كانت فرق الانقاذ الأولية تتفاعل مع الكارثة التي خلفها زلزال اليابان على الأرض، تتبعت فرق من العلماء الوضع باستخدام الأقمار الصناعية.
توضح خريطة نشرتها وكالة ناسا مقدار إزاحة الأرض التي سببها الزلزال، الذي دفع المناطق الحمراء للأعلى باتجاه الشمال الغربي.
قال إريك فيلدنج، عالم الجيوفيزياء في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL): “تحرك السطح لأعلى بما يصل إلى 4 أمتار (13 قدمًا) في بعض أجزاء الساحل الشمالي لشبه جزيرة نوتو” .
أضاف: “الارتفاع كبير لأن الصدع تمزق بالقرب من السطح، على عمق حوالي 10 كيلومترات (6 أميال)، لقد حدث الاهتزاز على صدع ذي زاوية انحدار شديدة، وتحرك الجانب الجنوبي من الصدع لأعلى، وهو ما نسميه زلزالًا دافعًا”.
تحدث الزلازل على أعماق مختلفة، فتلك التي تحدث على عمق يتراوح بين 0 إلى 70 كيلومترًا تكون ضحلة، وما بين 70 إلى 300 كيلومترًا متوسطة، وما بين 300 إلى 700 كيلومترًا عميقة.
تميل الزلازل التي تحدث على أعماق ضحلة، مثل زلزال اليابان الأخير، إلى أن تكون أكثر تدميراً لأن الموجات الزلزالية المتولدة لديها وقت أقل لفقد الطاقة أثناء انتقالها من مصدر الزلزال إلى السطح.
يشير التحليل الإضافي للعلماء من هيئة المعلومات الجغرافية المكانية في اليابان إلى أن الزلزال أدى إلى رفع الأرض على طول 85 كيلومترًا (52 ميلًا) من الخط الساحلي.
غيرت الهزات موقع الخط الساحلي بحوالي 200 متر باتجاه البحر في خليج مينازوكي، وهي إحدى المناطق التي شهدت أكبر قدر من الارتقاء.
كما أبلغ العلماء عن قدر كبير من الارتقاء والأراضي الجديدة في وايجما ونافوني، واستخدموا الصور الجوية وبيانات الأقمار الصناعية لتقدير أن الزلزال كشف إجمالي 4.4 كيلومتر مربع من الأراضي على طول سواحل شبه جزيرة نوتا.
غالبًا ما تكون بيانات الأقمار الصناعية مفيدة لمنظمات الإغاثة الطارئة التي تساعد في الاستجابة للكوارث مباشرة بعد وقوع الحدث لأنه يمكن استخدامها لتحديد المناطق الأكثر تضرراً بسرعة.
على مدى فترات زمنية أطول، يمكن لبيانات الأقمار الصناعية أيضًا أن تساعد السلطات على اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن التعافي وإعادة البناء أثناء استعدادها لاحتمال وقوع الكوارث.