احتفل محرّك البحث العالمي “جوجل”، اليوم السبت، بذكرى ميلاد عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، والذي يوافق يوم 8 يناير من كل عام.
كان لـ هوكينغ العديد من التحذيرات بشأن تغيرات المناخ، أطلقها عدة مرات في السنوات الأخيرة من حياته، لعل أشهرها على الإطلاق، تحذيره من أن يواجه كوكب الأرض مصير كوكب الزهرة في حال استمر الاحتباس الحراري دون تصدي له.
ولد هوكينغ في أكسفورد، إنجلترا في 8 يناير، وهو من أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، درس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء، أكمل دراسته في جامعة كامبريدج للحصول على الدكتوراه في علم الكون، له أبحاث نظرية في علم الكون وأبحاث في العلاقة بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، كما له أبحاث ودراسات في التسلسل الزمني، واشتهر بعمله على الثقوب السوداء والنظرية النسبية.
حذر هوكينغ من أن الأرض ستصبح عالمًا ساخنا لا يطاق إذا استمر الاحتباس الحرارى العالمى، وأكد أن الأرض ستبدو يوما ما مثل كوكب الزهرة، وستبلغ درجة الحرارة 460 درجة مئوية إذا لم تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة.
ويعد كوكب الزهرة، ثانى أقرب كوكب إلى الشمس، وكان يشبه إلى حد كبير الأرض قبل 4 مليارات سنة، وفقا لوكالة ناسا، وكان الكوكب قابلا للسكن لمدة حوالى 2 مليار سنة، مع وجود الماء على سطحه ودرجات حرارة مشابهة للأرض.
وقد تسبب تراكم الغازات الدفيئة بجو كوكب الزهرة إلى تبخر المحيطات، وتحول إلى كوكب حار ساخن جدا مع رياح تصل إلى 300 كم / ساعة.
وأوضح هوكينغ إن الزهرة هو مثال على ظاهرة الاحتباس الحرارى ، وهو أمر وارد أن يحدث على الأرض إذا وصلت الغازات الدفيئة فى الغلاف الجوى إلى مستويات متطرفة.
وقال: “فى المرة القادمة التى تلتقى شخص ينكر قضية تغير المناخ، عليك أن تطلب منه أن يسافر إلى كوكب الزهرة، وسوف أدفع الأجرة”.
كان الفيزيائي الكبير يرى أن هناك حاجة ملحة لمعالجة آثار تغير المناخ من صنع الإنسان، مطالبا البشرية بعدم تجاهل الحقائق العلمية حول ارتفاع درجة حرارة كوكبنا.
في يوليو 2017، قبل مؤتمر عقد للاحتفال بعيد ميلاده الخامس والسبعين، حذر هوكينغ: “نحن قريبون من نقطة اللاعودة حيث يصبح الاحترار العالمي لا رجوع فيه، وهذا يعني أنه حان الوقت الآن أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ كل إجراء ممكن للتخفيف من آثار تغير المناخ”.
كان ستيفن هوكينغ ينتقد بشكل خاص قرار دونالد ترامب في يونيو 2017، بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ التي وصفها الكثيرون بأنها واحدة من أفضل الآمال لمعالجة المشاكل الحالية قبل فوات الأوان.
وفي حديثه إلى بي بي سي، قال هوكينغ: “إن تغير المناخ هو أحد أكبر الأخطار التي نواجهها، ويمكننا مواجهته إذا تحركنا الآن”.
وأضاف: “من خلال إنكار الأدلة على تغير المناخ، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، سوف يتسبب دونالد ترامب في أضرار بيئية لا يمكن تحملها لكوكبنا الجميل، ما يعرض العالم الطبيعي الذي نعرفه للخطر”
كان هوكينغ حازمًا جدًا في موقفه بأن اتفاقية باريس كانت خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التخفيف من بعض أسوأ التأثيرات التي سيحدثها تغير المناخ.
اتفاقية باريس هو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، وجاء عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في باريس في 2015. صدق على الاتفاق حتى الأن 197 دولة، ويهدف إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من درجتين بحلول نهاية القرن، وسيسعى لحده في 1.5 درجة بكل السبل الممكنة، ووضع كحد أدنى قيمة 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية من الدول الغنية إلى الدول النامية سنويًا لتخفيف أثار التغير المناخي أو التكيف معها،وسيتم إعادة النظر في هذا السعر في 2025 على أقصى تقدير.
اقرأ أيضًا.. كل شيء عن “فلورونا” الإسرائيلي وحقيقة انتشاره في مصر
نبوءات ستيفن هوكينغ
كان لدى الفيزيائي الشهير، الذي وافته المنية في مارس 2018 عن عمر يناهز 76 عامًا، بعض التنبؤات حول المستقبل، بدءًا من موضوعات مثل تغير المناخ إلى نهاية العالم.
تتضمن بعض تنبؤاته الأكثر رعبًا انقراض الجنس البشري على الأرض في غضون 100 عام.
افترض هوكينغ أن البشر سيحولون الكوكب إلى كرة عملاقة من النار بحلول عام 2600 بسبب الاكتظاظ واستهلاك الطاقة مما سيجعل الأرض غير صالحة للسكن، نتيجة لذلك، سيحتاج البشر إلى العيش على كوكب آخر.
قال هوكينغ إن البشر سيحتاجون إلى استعمار كوكب آخر في غضون 100 عام أو مواجهة الانقراض.
قال في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية العام الماضي: ″مع تغير المناخ، وضربات الكويكبات التي تأخرت عن موعدها، والأوبئة والنمو السكاني، أصبح كوكبنا غير مستقر بشكل متزايد”.
جدير بالذكر أن ستيفن هوكينغ كان جزءًا من مبادرة Breakthrough Star-shot، التي تخطط لتطوير مركبة فضائية فائقة السرعة تعمل بالضوء يمكنها البحث عن عوالم صالحة للسكن وتدور حول النجم القريب من الأرض Alpha Centauri.
قال هوكينغ في الفيلم الوثائقي: “يمكن أن يصل مثل هذا النظام إلى المريخ في أقل من ساعة، أو يصل إلى بلوتو في أيام، ويمر في فوييجر في أقل من أسبوع ويصل إلى ألفا سنتوري في ما يزيد قليلاً عن 20 عامًا”.