بعدما وجهت وزارة الصحة والسكان المصرية رسالة إلى جميع الأسر المصرية بشأن تلقيح أطفالهم بـ لقاح فيروس كورونا للأطفال، في ظل تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، زاد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول أمان اللقاحات المخصصة للأطفال ومدى فعاليتها.
قالت الوزارة في بيان لها قبل أيام: “وفروا لأولادكم الحماية الكاملة من عدوى فيروس كورونا وشجعهم علي تلقي لقاح كورونا إذا كانت أعمارهم من سن 12 إلى 15 عاماً”.
نصحت جميع الأسر بالتسجيل عبر الموقع الإلكتروني للحصول علي اللقاحات مؤكدة أن اللقاحات آمنة وتحمي من العدوي بشكل كبير وحال الإصابة تحمي من الدخول في مضاعفات.
وبدأت مصر منذ أسابيع في تطعيم الأطفال من الفئة العمرية من 12 إلى 15 عاما بلقاح فيروس كورونا للأطفال التابع لشركتي “فايزر” و”بيونتيك”.
كشف الرئيس التنفيذي لشركة “فايزر” ألبرت بورلا، في تصريحات لقناة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية، عن توقعاته بشأن استمرار فيروس كورونا، ومدى فعالية لقاح كوفيد-19 بالنسبة للأطفال.
وقال ألبرت بورلا ، اليوم الاثنين، فيما يتعلق بأمان لقاح كوفيد-19 بالنسبة للأطفال، إن اللقاح “آمن وفعال”، حسبما نقلت وكالة “رويترز”.
قال بورلا إن فيروس كورونا سيستمر في الانتشار لسنوات طويلة مقبلة، ما يستوجب أن تكون الموجة الحالية من الوباء الأخيرة التي تتطلب فرض قيود”. مؤكدًا أن “فايزر” يمكنها إنتاج لقاح يستهدف المتحور “أوميكرون” بحلول مارس.
وأدى ظهور متغير دلتا شديد العدوى إلى إثارة المخاوف من عمليات إغلاق جديدة في المستقبل. وطرح العديد من التساؤلات حول نجاعة استخدام لقاح فيروس كورونا للأطفال.
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية خفضت، قبل أيام، العمر الموصى به للأطفال ليكونوا مؤهلين لتلقي لقاح فايزر لفيروس كورونا من سن 12 إلى 5 سنوات، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.
توصي منظمة الصحة العالمية الآن حكومات العالم بالسماح باستخدام لقاح فايزر لفيروس كورونا للأطفال حتى سن الخامسة، يأتي ذلك على الرغم من المخاطر المحدودة التي يواجهها الأطفال الصغار من كورونا، والتوصية من كبير علماء المنظمة بعدم إعطاء جرعة معززة للأطفال الأصحاء.
أكّد الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أنَّه من تخفيض سن تطعيم الأطفال بلقاح كورونا ليبدأ من سن 5 سنوات، ستستورد مصر لقاح فيروس كورونا للأطفال من شركة فايزر، لافتا إلى جرعة اللقاح التى يتناولها الطفل أقل من الجرعة التى يحصل عليها الشخص الطبيعي .
اقرأ أيضًا.. لهذه الأسباب.. قد يسبب التغير المناخي مزيداً من الأوبئة
لقاح فيروس كورونا للأطفال لمواجهة الطفرات
بينما ثبت أن لقاح فايزر-بيونتيك آمن للأطفال، فإن قرار تطعيم الأطفال يمكن أن يكون أكثر تعقيدًا من البالغين. فنظرًا لأن الأطفال غالبا ما يكونوا أقل تأثراً بـ Covid-19، فإن حدوث آثار سلبية حتى ولو بسيطة يجعل من الصعب تبرير اتخاذ قرار باستخدام لقاح فيروس كورونا للأطفال.
تقول نيكول ريتز، أخصائية أمراض الأطفال المعدية في مستشفى بازل الجامعي للأطفال في سويسرا: “اللقاح فعال، لكن كما فعلنا مع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا، فيجب أن نكون أكثر حذرا مع الأطفال الأقل في العمر. ومن المحتمل أن نطعم الأطفال بعد ذلك بهذا اللقاح في العام الأول من العمر، كما نفعل مع العديد من اللقاحات الأخرى”.
وتضيف: “وكلما انخفض العمر، كنا بحاجة إلى المزيد من البيانات التي تظهر لنا أن هذا لقاح آمن. وسيكون من الصعب جمع تلك البيانات، لأن الطفل البالغ من العمر خمس سنوات من غير المرجح كثيرًا أن يخبرك بالأعراض، فلا يمكنه مثلا أن يقول إنه يعاني من شعور غريب في القلب، على عكس الطفل البالغ من العمر 16 عاما، على سبيل المثال”.
يقول بعض الخبراء إن تطعيم الأطفال يمكن أن يساعد في مواجهة الطفرات في زيادة حالات الإصابة بالفيروس.
ويقول عالم الأوبئة مانفريد غرين، وهو أستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة حيفا: “أعتقد – وأقول ذلك طوال الوقت – أننا بحاجة إلى تطعيم الأطفال منذ سن مبكرة قدر الإمكان، من أجل السيطرة على الوباء”.
ويضيف: “علمنا أن هذا المرض ينتقل بسرعة كبيرة؛ والآن أصبح أكثر قابلية للانتقال بعد ظهور متغير دلتا”.
وكان مسؤولو الصحة العامة يأملون في السيطرة على الوباء في حال تلقيح ما يتراوح بين 60 في المئة و70 في المئة من السكان، لكنهم الآن يدركون أن هذه النسبة يجب أن تكون أعلى من ذلك بكثير، على حد قول غرين. وبالتالي، فإن استخدام لقاح فيروس كورونا للأطفال من شأنه أن “يقلل تلك المجموعة” من الأشخاص غير المحصنين من السكان.