انتشرت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي بكافة الدول العربية، عقب إعلان وفاة الطفل ريان المغربي، تطالب بردم أو إغلاق الآبار المفتوحة، تفاديا لوقوع ضحايا جدد.، مصحوبة بـ”هاشتاغ: “أغلقوا الآبار القديمة”.
فشلت محاولات إنقاذ الطفل ريان المغربي، الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، بعد سقوطه في بئر للمياه الثلاثاء الماضى، حيث كان يلعب بالقرب من البئر في بلدة تمروت، على بُعد 100 كيلومتر من شفشاون.
انتشلت السلطات المغربية، السبت، جثة الطفل ريان المغربي بعد 5 أيام من سقوطه في البئر على عمق 32 مترا.
في المغرب، قالت وسائل إعلام مغربية إن حادثة الطفل ريان المغربي أظهرت الخطر الذي تشكله الآبار المفتوحة، خاصة الجافة منها، ما دفع المواطنون للخروج في حملات لغلق الآبار المفتوحة.
قال رئيس جمعية مهنيي حفر الآبار بالدار البيضاء إن الآبار المفتوحة مشكلة كبيرة نعيشها يوميا ولا يمكن إنكارها.
في قرية دير إبزيع غرب رام الله في فلسطين قاد السكان حملة ضخمة لغلق فوهات الآبار القديمة المكشوفة في القرية، ودعوا من يملكون الآبار إلى تغطيتها.
اقترح السكان أيضًا بناء أبواب حول فتحات الآبار مع وجود أقفال لها؛ لمنع الأطفال من السقوط فيها.
شهدت الجزائر حملات مشابهة لتغطية الآبار في المناطق الجبلية، خاصة أن البلاد شهدت في السابق حالات سقوط داخل الآبار المفتوحة، أبرزها واقعة الشاب عياش محجوبي الذي توفي قبل نحو 3 سنوات في محافظة المسيلة جنوب شرقي البلاد بعد سقوطه في بئر عمقه 30 مترا، حيث انتشلت الجهات المعنية جثة عياش من داخل البئر الارتوازي بعد 9 أيام، نهاية ديسمبر 2018، وتحولت قصته إلى قضية رأي عام في البلاد.
كما شهدت الجزائر واقعة أخرى قبل أيام قليلة، حيث توفي شاب بولاية خنشلة الجزائرية إثر سقوطه في بئر ارتوازي بعمق 150 مترا، وانتشلت جثته فرق خاصة للحماية المدنية.
بشكل عام، تهدد أعمال حفر الآبار سلامة البيئة، وتشكل خطرا على منسوب المياه الجوفية وقلة مياه الشرب في بعض المناطق، كما أنها تتسبب في تدهور التربة في المناطق الزراعية وتلف البنية التحتية للمزرعة وارتفاع ملوحة المياه الجوفية، وبالتالي تدني كمية ونوعية انتاجية المحاصيل.
اقرأ أيضًا.. لماذا استغرق إنقاذ الطفل ريان المغربي كل هذا الوقت؟ خبير جيولوجي يجيب
قصة الطفل ريان المغربي كاملة
حوصر طفل يبلغ من العمر 5 سنوات طوال الأربع ليال الماضية في بئر بشمال المغرب، وهي حالة استحوذت على اهتمام الرأي العام العربي والعالمي أيضًا.
وسقط الطفل ريان المغربي في البئر في مدينة شفشاون الجبلية يوم الثلاثاء الماضي، عندما كان يلهو مع أصدقائه ووقف فوق قطعة خشبية ضعيفة تغطي البئر العميقة، فانهارت به إلى أسفل على عمق 30 متر تقريبًا.
ووفق الخبراء الجيولوجيين، يبلغ عمق البئر 32 مترًا (100 قدم) ويضيق حيث ينحدر من قمته بقطر 45 سم (18 بوصة)، مما يعني أن رجال الإنقاذ لا يمكنهم النزول بأنفسهم لاستعادة الطفل.
تتميز جيولوجيا بئر ريان في المغرب، بصعوبة التضاريس، ووعورة المسالك فيها، حيث تتكون من بنية جيولوجية حديثة ذات صخور كلسية وجيرية وصلصلية، وتكثر فيها الانهيارات الأرضية.
يقع اقليم شفشاون على سلسلة جبال الريف، ومن أبرز جبال الاقليم جبل لقرع بباب تازة الذي يصل ارتفاعه اكثر من 2000مترا.
يقول الدكتور محمد الطيلسان أستاذ الجيومرفلوجيا بجامعة محمد الخامس: “المنطقة التي تقع بها البئر في الريف المغربي بشمال البلاد منطقة وعرة ، ورغم وجود أليات متقدمة للحفر بمكنها الإنجاز في وقت وجيز، إلا أنه لا يمكن استخدامها بسبب صعوبة المنطقة ووعورتها وهشاشة التربة والبنية للمنطقة، ما يتطلب الحفر بشكل يدوي، لأن الآلات الحديثة مع هذه البنية الهشة المكونة من أتربة متغيرة النسيج، سوف تعقد الأمور.
يؤكد الخبير أنه من حسن الحظ أن قاع البئر تربته راسخة على عكس السطح، لأنها تنتمي إلى زمن قديم، وهي صخور متحولة من نوع “نضيد”، بنيتها ورقية شبه عمودية، صلبة جدًا، ورغم أن صلابة التربة في القاع تجعلنا نطمئن لسلامة الطفل، إلا أنها تحتاج مجهودًا أكبر للحفر فيها، لذا يجب أن تكون العملية دقيقة جدًا، لأنها أكثر صعوبة، وتحتاج وقتًا أكبر.
عمل رجال الإنقاذ مع الجرافات على حفر خندق ضخم في التل المجاور للبئر، تاركين فجوة في الأرض المحمرّة.
وكان طاقم الإنقاذ انطلق بعد غروب يوم الجمعة بالحفر اليدوي لمنفذ أفقي نحو الطفل العالق، عقب إنهاء الجرافات حفر منحدر بعمق 32 متر بموازاة مع البئر التي علق فيها الطفل.
بحلول صباح السبت، كانوا يحفرون أفقيًا باتجاه البئر ويركبون أنابيب PVC للحماية من الانهيارات الأرضية وإخراج الصبي.
ومع حلول فجر السبت، نقلت الفرق صهريجاً حديدياً كبيراً إلى مكان الحفر، إذ يشكل الصهريج الحديدي الذي يبلغ قطره متراً ونصفاً، إلى جانب أنابيب إسمنتية كبيرة وسيلة لحماية طواقم الإنقاذ التي شرعت منذ ساعات بالحفر اليدوي من أي انهيار صخري محتمل.
ووفق ما أشار إليه خبراء مختصون فإن “العملية تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب لضمان عدم وقوع أي انجراف”، ومن المنتظر أن تؤمن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الوقاية المدنية لإنقاذ ريان المغربي.
نقلت وكالة الأنباء الحكومية SNRT News عن أحد المنقذين قوله يوم الجمعة إن الصبي لا يزال على قيد الحياة.
مساء السبت، أبلغت خلية إنقاذ الطفل ريان المغربي، بأن عملية انتشاله نجحت بعد مراحل معقدة، لافتة إلى أنها لجأت إلى الحفر العمودي لإنجاز نفق مواز للبئر حيث يوجد الطفل ريان، ونجحت في الوصول لعمق 35 مترا، وانتشال الطفل من عمق البئر بعد أن قبع في قاعها خمسة أيام على التوالي، لكنهم عثروا عليه ميتًا.
وأكد بيان رسمي مغربي من الديوان الملكي المغربي وفاة الطفل ريان المغربي، وجاء في البيان أنه “على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع السيد خالد اورام، والسيدة وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر”.