لن تتمكن الثروة السمكية العالمية من إعادة التكاثر في جميع المناطق بسبب تغير المناخ والصيد الجائر، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) في فانكوفر.
نُشرت الدراسة في مجلة Wiley Online Library يوم الخميس، حيث قال الباحثون إن منع مثل هذه النتيجة سيتطلب إجراءات قوية للتخفيف من تغير المناخ.
تعاون المعهد مع مركز ستانفورد لحلول المحيطات وجامعة برن حيث خلصوا إلى أن مخزون الأسماك قد انخفض إلى حد كبير، في 103 من أصل 226 منطقة بحرية شاركت في الدراسة، بسبب المناخ المتغير.
استخدم الباحثون أيضًا نماذج الكمبيوتر لتحديد مستويات تغير المناخ الدقيقة التي لا يمكن أن تزيد فيها المخزونات السمكية.
إذا لم يتم فعل أي شيء لمكافحة الاحترار العالمي، فسوف تنخفض مخزونات الأسماك في جميع أنحاء العالم إلى ما يقرب من ثلث مستوياتها الحالية في الأماكن التي يحدث فيها الصيد الجائر بما يتجاوز الأهداف المستدامة، وفقًا للدراسة.
اقرأ أيضًا.. ما هو الأنثروبوز؟ وكيف كان تأثيره على البيئة خلال العامين الماضيين؟
الثروة السمكية العالمية في خطر
توصي الدراسة أيضًا بخفض مستوى الصيد الجائر، وإبقاء الاحترار العالمي عند أقل من 1.5 درجة مئوية، لتمكين المناطق البيئية الأكثر حساسية للمناخ من إعادة بناء الكتلة الحيوية.
تشير الكتلة الحيوية إلى كتلة الكائنات الحية من منظور كيميائي حيوي، وفقًا لتعريفها على موقع ScienceDirect.
قال الدكتور تشيونغ، الأستاذ في معهد المحيطات ومصايد الأسماك: “هذه المناطق هي التي تشعر بآثار الاحتباس الحراري أولاً، وتُظهر دراستنا أنه حتى الزيادة الطفيفة بمقدار 1.5 درجة مئوية يمكن أن يكون لها تأثير كارثي على الدول الاستوائية التي تعتمد على مصايد الأسماك لتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي والإيرادات والتوظيف”.
يضيف: “تشهد المناطق البيئية المدارية في آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الجنوبية وأفريقيا انخفاضًا في أعداد الأسماك نظرًا لأن الأنواع تتحرك شمالًا إلى مياه أكثر برودة كما أنها غير قادرة على التعافي بسبب متطلبات الصيد.”.
يذكر تشيونغ أنه من غير المرجح بشدة أن تصبح الأرصدة والثروة السمكية العالمية قوية وواسعة الانتشار كما كانت في السابق بسبب تغير المناخ وأن هناك حاجة إلى “جهد عالمي منسق لتطوير تدابير عملية ومنصفة لحفظ البحار لدعم إعادة بناء الكتلة الحيوية الفعالة في ظل تغير المناخ”.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أنه يجب أن يكون هناك حل وسط بين إعادة بناء الكتلة الحيوية المقاومة للمناخ والطلب على المأكولات البحرية لدعم المجتمعات الساحلية.
تعاني الثروة السمكية العالمية من تناقص خلال العقدين الأخيرين، بوتيرة تجاوزت التوقعات، ويعاني أكثر من نصف مصانع الأسماك بالعالم من تناقص المخزون وبشكل أكبر من المتوقع، الأمر الذي يؤدي لخسارة سنوية للاقتصاد العالمي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
تعتبر الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا سانتا باربارا في 2012، الأكثر شمولا وتفصيلا بهذا المجال، حيث تقصت الدراسة الأوضاع بمئات مصانع الأسماك حول العالم، ومن ضمنها عدد كبير من المصانع التي لم تخضع لأي دراسة أو تقييم بالسابق.