كشفت مصادر مطلعة لأوزون، عن المقترحات المطروحة الآن على طاولة المفاوضات قبل ساعات قليلة من البيان الختامي لـ Cop27، والذي تم تأجيله إلى الغد، السبت، بسبب تعثر الاتفاق حتى الآن حول قضية الخسائر والأضرار وبعض البنود الخلافية الأخرى.
شهدت محادثات المناخ المتعثرة، حالة من الزخم والشد والجذب بسبب صندوق الخسائر والأضرار الذي تتمسك به الدول النامية وتعتبره مقياسًا لنجاح القمة التي عقدت على أراضيها.
تشير الخسائر والأضرار إلى الأضرار الناجمة عن الطقس القاسي على البنية التحتية المادية والاجتماعية للبلدان الفقيرة، والتمويل اللازم للإنقاذ وإعادة الإعمار بعد الكوارث المرتبطة بالمناخ، ومسؤولية الدول الغنية عن دفع ثمن هذه الأضرار باعتبارها المسؤولة تاريخيًا عن تغير المناخ.
كانت الدول الغنية متمسكة برفض هذا الطلب الرئيسي للدول النامية، بحجة أن الأمر سيستغرق وقتًا لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مثل هذا الصندوق، وكيف سيعمل.
أكدت مصادرنا من داخل قاعات التفاوض المغلقة أن مندوبي الأطراف أمامهم الآن ثلاثة اقتراحات للاستقرار على أحدهما قبل صباح الغد، السبت، فيما يخص صندوق الخسائر الأضرار، لتعلن الأمم المتحدة مساء الغد بيانها الختامي المؤجل.
الاقتراح الأول: مقترح ألمانيا وتشيلي
تقدم بالمقترح الأول، وزيرة الدولة والمبعوث الخاص للعمل المناخي الدولي بالخارجية الألمانية جينيفر مورجان، ووزيرة البيئة في تشيلي ماريا إلويسا روخاس، لذلك أطلق عليه المفاوضين مقترح ألمانيا- تشيلي.
هناك 3 خيارات تحت هذا الاقتراح: الأول إنشاء صندوق للخسائر والأضرار بالإضافة إلى مصادر تمويل أخرى، والصندوق سيكون للبلدان النامية المعرضة للخطر بشكل خاص، وسيتم استكمال هذا الصندوق بدعم مالي من مصادر وعمليات ومبادرات خارج الاتفاقية الإطارية واتفاق باريس.
يؤيد هذا الخيار في المقترح الأول كلا من مجموعة ال 77 والصين، والمجموعة العربية، وتكتل ABU (الأرجنتين البرازيل أوروجواي)، وتكتل AILAC (الرابطة المستقلة لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي)، وAGN (المجموعة الأفريقية للمفاوضين)
أما الخيار الثاني فيتوقع صندوقا في العام المقبل 2023 في COP28 في دبي مع “ترتيبات تمويل جديدة ومحسنة” للخسائر والأضرار.
سيشمل ذلك أيضًا الدعم المالي المقدم من مصادر وصناديق وعمليات أخرى خارج اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
لا يحظى هذا الخيار حتى الآن بقبول من أي تكتل أو طرف.
أما الخيار الثالث فلا ينشئ صندوقا، ولكنه يقترح مصادر تمويل أخرى بما في ذلك تمويلات خارج اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
ويقترح هذا الخيار “ترتيبات تمويل جديدة ومحسنة” في COP28 ولكنه لا يحدد صندوقا.
ويحظى هذا الاختيار بتأييد كلا من الولايات المتحدة واليابان.
بينما تنقسم مجموعة السلامة البيئية (EIG)، والتي تتألف من سويسرا والمكسيك وكوريا الجنوبية وليتشنشتاين وموناكو وجورجيا، على الخيارات الثلاثة، وتفضل سويسرا الخيار الثالث.
الاقتراح الثاني: مقترح الاتحاد الأوروبي
أعلن الاتحاد الأوروبي عن اقتراح جديد فرض نفسه على طاولة المفاوضات، وهو مقترح من صفحتين، وينقسم إلى شقين، مواءمة الحاجة إلى التخفيف (خفض الانبعاثات) مع معالجة الخسائر والأضرار.
وقدم رئيس المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانس الاقتراح في مؤتمر الأطراف في محادثات مساء الخميس.
يلتزم الاقتراح الأوروبي بإنشاء صندوق جديد للاستجابة للخسائر والأضرار على الفور، لكن تفاصيل هذا الصندوق سيتم العمل عليها في العام المقبل.
يلتزم الاقتراح أيضًا بدراسة إصلاح الديون الخاصة بالدول النامية في المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف.
يريد الاتحاد الأوروبي مزيدًا من الطموح بشأن خفض الانبعاثات، مع أحكام أقوى بشأن الخطط الوطنية المحدثة لخفض الانبعاثات بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة في اتفاقية باريس والوصول إلى ذروة الانبعاثات العالمية بحلول عام 2025 وخفض جميع أنواع الوقود الأحفوري تدريجيا.
يقدم هذا الاقتراح طريقا لتحقيق تقدم في جدول أعمال الخسائر والأضرار في COP27. حيث يعتمد نجاح COP27 على التقدم المحرز في إطار هذا المسار.
يحدد المقترح أيضًا من يدفع هذه التعويضات، ويقول نصًا: “أولئك الذين هم في وضع يسمح لهم بذلك”.
ستحتاج الدول النامية الكبرى مثل الصين، إلى الدفع في هذا الصندوق لأنه سيكون لديه “قاعدة ممولين واسعة”، وفق المقترح الأوروبي.
وسيستند الممولون إلى اتفاق باريس الذي يعترف بالظروف الاقتصادية الحالية للبلدان، وليست الظروف التي كانت وقت توقيع الاتفاقية الإطارية في 1992، حيث كانت الصين وقتها دولة نامية ذات انبعاثات قليلة.
سيأتي التمويل من “مجموعة متنوعة من المصادر”؛ بما في ذلك مصادر التمويل العامة والخاصة والمبتكرة.
يتوقف إنشاء الصندوق وفق هذا الاقتراح على توسيع قاعدة المانحين وزيادة طموح البلدان النامية. وسيكون مخصصا “للبلدان الأكثر ضعفا”.
يعتبر الاتحاد الأوروبي أن تحالف الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الجزرية الصغيرة النامية هما أكثر البلدان ضعفا، ولكن بلدانا أخرى (مثل باكستان وغيرها من أقل البلدان نموا قد لا توافق على ذلك).
يؤدي توسيع قاعدة المانحين إلى إنشاء هيكل جديد وموضوع أوسع نطاقا، فقط بموجب المادة 8 من اتفاقية باريس (CMA) وليس بموجب الاتفاقية الإطارية COP.
حتى الآن يؤيد هذا الاقتراح الاتحاد الأوروبي فقط، ومن غير الواضح حتى الآن هل يتغير ذلك أم لا، مع توقعات بانضمام مؤيدين لهذا الاقتراح في نهاية اليوم.
الاقتراح الثالث: مقترح G77 بالإضافة إلى الصين
سعت مجموعة ال 77 إلى إنشاء صندوق في COP27. وسيكون هذا الصندوق كيانا مشاركا في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
سيعالج هذا الصندوق الخسائر والأضرار الاقتصادية وغير الاقتصادية المرتبطة بالآثار الضارة لتغير المناخ، بما في ذلك الظواهر البطيئة الظهور والظواهر الجوية المتطرفة. ينطبق ذلك على الدول في سياق “التعافي من إعادة التأهيل وإعادة الإعمار”.
يؤيد هذا الاقتراح دول G77 + الصين منذ بداية المفاوضات وحتى الآن.
من يحسمها؟
وفق مصادرنا، يدور الزخم الآن خلال عملية المفاوضات وقبل نهاية اليوم الأخير حول الخيار رقم 1 من اقتراح ألمانيا- تشيلي، حيث يحظى حتى اللحظة بقبول معظم التكتلات والمجموعات باستثناء الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة المظلة وعلى رأسهم الولايات المتحدة واليابان.
وأكدت مصادرنا داخل غرف المفاوضات أن الاتحاد الأوروبي مستعد على ما يبدو للانضمام إلى معسكر الخيار 1، في حال توافقت معظم التكتلات عليه.