كشفت دراسة حديثة أن تغير المناخ يجبر الطيور على تسريع هجرتها الربيعية للنجاة منه، ما يهدد بعضها بالنفوق.
تطير الملايين من الطيور كل شتاء إلى مناطق أكثر دفئًا هروبًا من البرد، وغالبًا ما تسافر على مسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات للوصول إلى وجهاتها.
لكن تتسبب أنماط الطقس المتغيرة في إجبار الطيور على التكيف، وهو تغيير يمكن أن يكون قاتلًا.
ووفقًا للدراسة، فإن بعض الأنواع تؤخر مغادرتها منطقة الشتاء، ثم تهاجر بشكل وبحركة بنسبة 43 بالمائة من حركتها المعتادة.
ورغم محاولات تكيفها مع الطقس المتطرف والمناخ المتغير، إلا أن الكثير منها معرض للموت خلال هذه الرحلة شديدة السرعة.
قال الكاتب المشارك الرئيس في الدراسة بيتر مارا، مدير الأرض المشتركة في معهد البيئة والاستدامة التابع لجامعة جورجتاون: “فهم كيف يمكن للحيوانات التعويض يشكل جزءًا مهمًا في فهم المكان الذي ستظهر فيه تأثيرات التغيرات المناخية”.
اقرأ أيضًا.. سر قدماء المصريين.. هل تصبح الكوبرا المصرية وسيلة لعلاج السرطان؟
تغير المناخ يجبر الطيور على تسريع الهجرة
درس الباحثون بيانات خلال 33 عامًا تخص هجرة طائر الأمريكان ريدستارت، وهو طائر صغير يهاجر بين كندا والبحر الكاريبي.
استخدموا البيانات التاريخية بالإضافة إلى تتبع الراديو المؤتمت وعلامات مستوى الضوء، وهي أجهزة تتبع تستخدم الإضاءة النهارية لتقدير الموقع.
وتقول الدراسة إن تغير المناخ يجبر الطيور على أن تستغرق وقتًا أطول للتأهب للرحلة الكبيرة بسبب تغيير موائلها.
أصبحت جامايكا أكثر جفافًا مع تغير المناخ وقلة الأمطار، كما أن هناك أقل عدد من الحشرات، وهي الغذاء الرئيسي لطائر الريدستارت.
وجد الباحثون أن طيور الريدستارت تؤجل هجرتها نحو الشمال لمدة تقارب 10 أيام، ثم يعوضون ذلك بالطيران بسرعة أكبر، وبأقل عدد من التوقفات القصيرة لإعادة التزود بالطعام على الطريق.
وأضاف دوسمان: “يعتبر قدرة الطيور على التكيف مع تغير المناخ “خبرًا جيدًا”، لكن لا يزال من غير المعروف إلى أي مدى يمكن دفع هذه القدرة التكيفية”.
من جانبه، قال الكاتب الرئيسي للدراسة براينت دوسمان: ” زيادة سرعة الهجرة أدت إلى انخفاض أكثر من 6 في المائة في معدل أعمار الطيور”.
وأضاف: “في المتوسط، يعيش الطيور الغنائية المهاجرة سنة أو سنتين فقط، لذلك من المهم التزامهم بجدول زمني صارم في خطتهم للهجرة. لأنهم لن يحصلوا على فرصة سوى مرتين فقط للتكاثر”.
اقرأ أيضًا.. فراشة سيناء القزمة مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ وممارسات البدو
كيف تتكيّف الطيور المهاجرة مع التغييرات المناخية؟
تستخدم العديد من أنواع الطيور الإشارات المغناطيسية للهجرة، وتكتشف حقل الجاذبية المغناطيسية للأرض وتستخدمه للتوجيه. وبعض الطيور مثل حمام السباق يتوجهون باستخدام حاسة الشم.
لقد تطورت هذه المهارات على مدى عدة ملايين من السنين، ولكن التغيرات المناخية تجبر الطيور على التكيف في غضون عقود معدودة.
وجدت دراسة في عام 2021 أن التغيرات في الموائل دفعت بعض الطيور إلى الهجرة من الشرق إلى الغرب، بدلاً من الشمال إلى الجنوب.
ويظهر البحث الذي نشر في عام 2021 أن طيور طيور ريتشارد الصغيرة المغردة تهاجر من سيبيريا إلى أوروبا، بدلاً من الهجرة إلى جنوب شرق آسيا.
وكتب مؤلفو الدراسة: “نشتبه في أن تعديل الموائل في جنوب شرق آسيا قد يكون جزءًا من المعادلة”.
تابعنا على نبض
