شهدت المفاوضات بمؤتمر تغير المناخ في بون الأسبوع الماضي، قضية خلافية تتعلق باختيار الدولة التي سوف تستضيف الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف 2024، وكانت حرب روسيا وأوكرانيا حاضرة بقوة في هذا الخلاف.
اختتم مؤتمر بون بعد 10 أيام من المفاوضات لإرساء الأساس للقرارات المطلوبة في COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات.
وقد حققت الأطراف خلال مفاوضات بون تقدماً بطيئاً في عدد من الملفات، أبرزها التوصل لمسودة قرار بشأن التقييم العالمي الأول، من أجل اعتمادها في وقت لاحق من هذا العام في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28.
مبدأ التناوب
تماشياً مع مبدأ التناوب بين المجموعات الإقليمية للأمم المتحدة يجب أن يكون رئيس COP29 من مجموعة دول أوروبا الشرقية، وهي مجموعة منفصلة عن مجموعة أوروبا الغربية وأستراليا، وفق تقسيم الأمم المتحدة.
تتكون مجموعة أوروبا الشرقية من 23 عضوًا، بينهم روسيا، ويتطلب أي خيار إجماع جميع أعضاء المجموعة أولًا، ومن ثم عرضه على الأطراف في COP28 للموافقة عليه، والذي يكون عادةً مجرد إجراء شكلي.
كانت النزاعات بين روسيا وأوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان حاضرة بقوة خلال اجتماعات مجموعة دول أوروبا الشرقية، ومنعت التوافق بين أطرافها، حول الدولة التي ستستضيف محادثات المناخ COP29 في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
عرضت كل من بلغاريا وأذربيجان وأرمينيا استضافتها للقمة المناخية السنوية التي تدور بين مناطق الأمم المتحدة الخمس كل عام.
حظيت بلغاريا بدعم الدول الأوروبية الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي دولة عضو فيه أيضاً.
لكن ممثل روسيا قال مرتين إنه سيعترض على أي مرشح من الاتحاد الأوروبي.
حرب روسيا وأوكرانيا السبب
اعتراض روسيا سببه أن الاتحاد الأوروبي يقدم الدعم الدبلوماسي والمالي والعسكري لحكومة أوكرانيا في معركتها لإخراج الجيش الروسي من أراضيها.
على جانب آخر، تسبب توتر العلاقات بين المرشحين الآخرين، أذربيجان وأرمينيا، بسبب الحرب السابقة التي استمرت بينهما ستة أسابيع في عام 2020 على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، في انقسام أصوات المجموعة.
على الرغم من أن روسيا دعمت أرمينيا في تلك الحرب، إلا أن أذربيجان ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، ما يجعلها بمثابة حل وسط بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
بحسب مراقبين، استمرت المجموعة تتفاوض بشأن هذا الأمر، حتى الساعة 11 مساء ليلة الختام، لكن لم تتمكن من التوصل إلى قرار وأجلت اختيارها إلى موعد لاحق.
وحثت الهيئة الفرعية للتنفيذ، في بيانها الختامي، دول أوروبا الشرقية على تسريع المشاورات داخل المجموعة بهدف تقديم عرض لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في أقرب وقت ممكن، وفي موعد لا يتجاوز الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف من أجل تسهيل التخطيط في الوقت المناسب والتقليل من المخاطر اللوجستية والمالية.
في حال لم تتمكن المجموعة من الاختيار بشكل نهائي سيتدخل مكتب دبلوماسيي المناخ العالمي لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، قد يشمل ذلك اختيار دولة خارج المنطقة لاستضافة المؤتمر.
في السابق، أبلغت كل من استراليا وتركيا عن اهتمامها باستضافة COP29 العام المقبل، وقد يتم اختيار إحدى الدولتين لاحتضان المؤتمر المتنازع عليه.