يسلط الفيلم القصير “ندوتو” الضوء على آثار تغير المناخ المدمرة في أفريقيا، وهو أول فيلم استخدم الذكاء الاصطناعي في صناعته ضوءا على تداعيات تغير المناخ في أفريقيا من خلال تقديم صور مأساوية تناولت الفيضانات المدمرة في نيجيريا ومالي والجفاف الشديد في القرن الأفريقي وانخفاض صحراء الساحل شمالاً، ما تسبب في مقتل ونزوح ملايين الأفارقة.
صُنع الفيلم خلال أسبوع باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإبراز معاناة الأفارقة دون اللجوء إلى المبالغة. وقد تم إنتاج هذا العمل الفني الرائد باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لأول مرة من قبل مجموعة من الخبراء بقيادة الصحفية زين فرجيه التي تسلط الضوء على معاناة الأفارقة دون اللجوء للمبالغة أو النمطية.
شارك المخرج الحائز على جائزة جرامي ماثيو ميغيل كالن، زين فيرجي، المراسلة السابقة في “سي إن إن”، في الفيلم الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتصوير تأثير تغير المناخ في أفريقيا.
استعرض الفيلم الفيضانات في نيجيريا ومال، وتحول الصحراء إلى الساح، والجفاف في القرن الأفريقي، حيث تسببت هذه العوامل مجتمعة في خسائر فادحة في الأرواح والأموال والممتلكات خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد تسبب الجفاف في القرن الأفريقي وحده في نزوح 1.5 مليون شخص ومقتل 13 مليون رأس من الماشية
يريد منتجو الفيلم في تغيير الطريقة التي تتخيل بها هذه آثار تغير المناخ في أفريقيا، وتصوير هذه الآثار في أفريقيا بطريقة تختلف عن الصور النمطية المعتادة.
تري فيرجي أن موضوع تغير المناخ هو أهم موضوع في جيلنا ويشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية، ومن المعروف أن أفريقيا تساهم بنسبة 3٪ فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أي أقل بسبعة أضعاف من الصين، لكنها تواجه أكبر خطر من تغير المناخ.
يجمع الفيلم، الذي استغرق إكماله أسبوعًا، بين نهج جميل لإظهار مخاطر تغير المناخ، ويصور الفيلم الذي احتوي على صور الأطفال والمناظر الطبيعية من أفريقيا خطورة تغير المناخ، ولكن بطريقة تبتعد عن الصور النمطية عن أفريقيا.
صناعة الفيلم
صنع الفيلم باستخدام Runway ML، وهو منشئ فيديو AI، وأداة داخلية تم بناؤها بواسطة Mirada Studios، وأنشأت أدوات الذكاء الاصطناعي هذه آلاف الصور، على الرغم من أن القليل منها فقط وصل إلى ندوتو.
وقالت فيرجي: “إن الذكاء الاصطناعي كان مفضلًا على طريقة صناعة الأفلام التقليدية لأنه يسمح للأفارقة بسرد القصص الإبداعية بطريقة سهلة الوصول. وقالت: “يمكننا خلق شيء جميل”.
باستخدام الذكاء الاصطناعي، تم إنشاء ندوتو في وقت ضئيل وبقيمة تكاد تكون معدومة. وقالت فيرجي، التي زارت العديد من البلدان الأفريقية: “شعرت تقريبًا وكأنها إثبات للمفهوم أنه يمكنك القيام بعمل رائع والتغلب على العديد من التحديات التي توجد عادةً بدقة الخوارزميات وإبداع البشر”.
هذه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها الثنائي على فيلم لعرض أفريقيا، فقد تعاونا سابقًا على فيلم آخر بعنوان “أفريقيا التي لا توقف”، والذي تم عرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة وتضمن موسيقى من عازفة الموسيقى الحائزة على جائزة جرامي أنجيليك كيدجو والمغني النيجيري السيد إيازي.
تعمل فيرجي أيضًا على Wanja، وهو روبوت دردشة AI تم بناؤه باستخدام بيانات تم تجميعها بواسطة The Rundown، وهي أكاديمية إعلامية حديثة شاركت في تأسيسها، وتم بناء Wanja باستخدام تقنية التوليد المعزز بالاسترجاع، وهي تقنية قدمها باحثو Meta AI، ويمكنها منح المستخدمين معلومات دقيقة حول المناخ والرياضة والصناعة الإبداعية في أفريقيا.
قالت فيرجي: “إنها محاولة لتشكيل رواية القصص في أفريقيا باستخدام مجموعات بيانات قوية وأصلية وموثوقة ومحفوظة من الخبرة”.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام
يُقدم فيلم “ندوتو” نموذجًا مُلهمًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، وله العديد من التطبيقات المستقبلية المُحتملة، منها:
-
تسريع عملية الإنتاج:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في أتمتة العديد من المهام المُستهلكة للوقت في صناعة الأفلام، مثل:
- كتابة السيناريوهات
- تصميم الشخصيات والمناظر
- إنشاء المؤثرات الخاصة
- تحرير الفيديو
-
خفض تكاليف الإنتاج:
يمكن أن يُساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في خفض تكاليف الإنتاج بشكل كبير، مما قد يفتح المجال أمام المزيد من المبدعين لإنتاج أفلامهم الخاصة.
-
تحسين جودة الأفلام:
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في تحسين جودة الأفلام من خلال:
- إنشاء صور ومؤثرات خاصة أكثر واقعية
- تحسين دقة السيناريوهات
- توفير أدوات تحرير أكثر قوة
-
فتح آفاق جديدة للإبداع:
يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد صانعي الأفلام على استكشاف تقنيات سردية جديدة وتجارب مشاهدة مُبتكرة.