كشفت دراسة جديدة تأثير تغيّر المناخ على الجلد البشري؛ إذ حلل الباحثون جميع الدراسات المنشورة التي تناولت التهاب الجلد التأتبي (المعروف أيضاً بالأكزيما)، والمرتبطة بتغيرات المخاطر المتعلقة بالمناخ)؛ نتيجة انبعاثات غازات الدفيئة.
وبحسب منصّة مايو كلينك الطبية، فإن التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) هو مرض يجعل الجلد جافًا ومثيرًا للحكة وملتهبًا. وهو أكثر شيوعًا لدى الأطفال الصغار، ولكن يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية. حيث يستمر التهاب الجلد التأتبي لفترة طويلة (مزمن) ويمكن أن تزداد شدته في بعض الأحيان. وقد يكون مسببًا للتهيج ولكنه ليس معديًا.
وخلّص العلماء في الدراسة المنشورة في مجلة Allergy إلى أن التأثيرات تشمل: تأثيرات مباشر؛ حيث تتزايد الالتهابات الناجمة من الجسيمات الدقيقة، لا سيّما من حرائق الغابات. أمّا التأثيرات غير المباشرة، فتتضمن: الإجهاد النفسي المرتبط بالأحداث المتعلقة بالمناخ، مثل: انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الجفاف.
وفي ورقتهم البحثية، رسم الباحثون خرائط توضح الضغط السابق والحالي والمستقبلي المتوقع للأكزيما، بالنسبة للمخاطر المتعلقة بالمناخ. وأشاروا إلى وجود نقص في البيانات، خاصةً من المناطق الأكثر عرضة لتزايد هذه الأحداث نتيجة تغير المناخ.
من جهتها، قالت الدكتورة كاتريونا أبو عمارة، المؤلفة المشاركة في الدراسة، من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو: “نعلم منذ فترة أن التهاب الجلد التأتبي حساس بشكل خاص للعوامل المناخية، بما في ذلك تلوث الهواء. ومع ذلك، كان ثمّة غموض حول تأثير المخاطر المناخية المتزايدة، والتي ترتبط بانبعاثات غازات الدفيئة، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والفيضانات، والموجات الحارة، والجفاف وحرائق الغابات”.
وأضافت في بيان صحفي: “وجدنا أن معظم المخاطر المناخية لها تأثيرات سلبية على التهاب الجلد التأتبي. ويتعين على الأبحاث المستقبلية دمج البيانات المتعلقة بتأثير العوامل المناخية المتعددة على معدل انتشار الأكزيما وشدتها ونشاطها على المدى الطويل في بيئات متنوعة؛ لمعالجة هذه الفجوات البحثية”.