منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

معلومات مضللة: انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية قليلة وليست مسؤولة عن تغير المناخ

 

ملخص الادعاء:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية ليست مسؤولة عن الاحتباس الحراري، لأنّ الانبعاثات البشرية أقلّ بكثير مقارنة بالانبعاثات الكربونية الطبيعية.

 

مصدر الادعاء: مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، وهو عبارة عن كلمة لبروفيسور يُدعى إيان بلايمر يقول فيه إنه لم يُظهر أحد على الإطلاق أنّ الانبعاثات البشرية لثاني أكسيد الكربون تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وأنّنا نتعامل مع عملية احتيال علمية.

تقييم أوزون

خطأ. في الوقت الحالي، يشكّل حرق الوقود الأحفوري الناتج عن أنشطة بشرية المصدرَ الرئيسَ في زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كما يساهم تغيّر استخدام الأراضي (مثل إزالة الغابات) في هذه الزيادة.

ما يزال جزء كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنويّة يتراكم طرديًّا في الغلاف الجوي كلّ عام منذ بداية العصر الصناعي، مما أدى إلى الاحترار العالمي.

عند مراجعة الأدلة العلمية والقياسات ظهرت روابط واضحة بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشريّة المنشأ وتأثير الاحتباس الحراري، ولوحظت زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل أسرع في نصف الكرة الشمالي الصناعي.

ولا يمكن تفسير سبب هذا بحسب العلماء إلا بالانبعاثات الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري في نصف الكرة الشمالي الصناعي.

كما أنّ الزيادة الحالية في ثاني أكسيد الكربون بشريّ المنشأ غير مسبوقة من حيث المعدل والحجم مقارنة بالسنوات 800.000 الماضية على الأقل.

 

الحقائق

حقّق الفيديو انتشارًا واسعًا في وسائل التواصل العربيّة، ففي موقع فيسبوك نشر الادعاء حساب سمير حياهم بتاريخ 28 يوليو/ تموز 2023، وقد حظي بنحو 7.8 ألف إعجاب، ونحو 4.2 ألف مشاركة، وأكثر من 220 تعليقًا، كما نشرته حسابات أخرى في فيسبوك مثل هنا، وهنا.

كما لقي الادعاء رواجًا واسعًا في موقع تيك توك، وحظي على سبيل المثال بنحو 13.1 ألف إعجاب ونحو 5700 مشاركة في حساب z.m.market الذي نشره بتاريخ 12 يوليو/ تموز 2023، كما انتشر في حسابات منصة X أيضًا، هنا، وهنا، وهنا، وهنا.

لقي الفيديو أيضًا انتشارًا كبيرًا في وسائل التواصل الأجنبية أيضًا، مثل هنا، وهنا.

وقد بلّغت منصّات التّحقق المستقلّة الأجنبيّة، التي عندها شراكة مع فيسبوك تخوّلها التبليغ عن المعلومات الخاطئة، عن هذا الفيديو على أنّه يحمل معلومات خاطئة، مثل موقع  climatefeedback وUSA Today، كما ردّت منصّة aap المختصّة بتدقيق المعلومات على هذا الادعاء.

للوصول إلى الفيديو الأصلي للمقطع المنتشر، تتبعنا عبارة “CPAC Australia 2022 Conference” المكتوبة على المنبر الذي يقف عليه  البروفيسور إيان بلايمر خلال الفيديو.

ظهر لنا المقطع الأصلي على موقع يوتيوب، ضمن القناة الرئيسة للجهة المنظمة للحدث، وتبين أن الفيديو تم تصويره أثناء فعاليات مؤتمر العمل السياسي المحافظ الأسترالي CPAC Australia، وقد نُشر المقطع فيها لأول مرة بتاريخ 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

CPAC هي منظمة غير ربحية مقرها أستراليا، وتتبنى أفكار وأهداف اليمين المحافظ بالبلاد، وتعقد مؤتمرًا سنويًا مهمته وحملات مؤثرة لدعم الفكر المحافظ ورموزه.

يعد المقطع المنتشر جزءًا من الكلمة التي ألقاها البروفيسور إيان بلايمر في مؤتمر CPAC Australia 2022، روّج خلالها لعدّة ادعاءات بشأن تغير المناخ.

يُعرّف موقع desmog الذي يكشف حقيقة الأشخاص الذين يضللون المعلومات حول تغيّر المناخ، الدكتور إيان بلايمر، على أنّه حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ماكواري، وهو أستاذ جيولوجيا التعدين السابق في جامعة أديليد، في جنوب أستراليا، وأستاذ فخري لعلوم الأرض في جامعة ملبورن. له كتابان يُشكّك فيهما في حقيقة أنّ الإنسان هو سبب تغيّر المناخ، وله الكثير من الادعاءات المضللة حول المناخ في لقاءات تلفزيونية وفعاليات عدة.

وفقًا لموقع sourcewatch، الذي يُسلّط الضوء على الأفراد والمؤسسات التي تتلاعب بالرأي العام، عُيّن بلايمر عضوًا في المجلس الاستشاري الأكاديمي لمجموعة نايجل لوسون المتشككة في ظاهرة الاحتباس الحراري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009.

إضافة إلى أنّ بلايمر مدير لسبع شركات تعدين، واحدة منها تعمل في استخراج غاز الفحم في أستراليا.

يدير بلايمر أيضًا شركة إيفانهو للتعدين في أستراليا، والتي تعمل على استكشاف اليورانيوم،  ووفق ما ذُكر في نشرة صادرة عام 2008.

يدعي بلايمر أن إدارته لشركات التعدين ليس لها أي تأثير على معتقداته، إلا أن تصريحاته المضللة حول المناخ تثير الجدل حول صحّة أقواله.

يمتلك بلايمر مصالح مالية واسعة النطاق في شركات التعدين التي ستتأثر سلبًا بأي قيود مفروضة على انبعاثات الكربون.

وبالتّدقيق في سجلّاته يتبيّن أنّ بلايمر له سوابق في المجادلة في ما يتعارض مع مصالحه، فقد قال سابقًا إنّ خطة تجارة الكربون الأسترالية المقترحة يمكن أن تدمّر صناعة التعدين الأسترالية، وأنّها يمكن أن تؤدّي إلى “بطالة هائلة”.

 

الادعاء الأول

“لم يُظهر أحد على الإطلاق أنّ الانبعاثات البشرية لثاني أكسيد الكربون تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري… وإذا كان من الممكن إثبات ذلك، فيجب إثبات أن 97% من الانبعاثات الطبيعية لا تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري”.

وفقًا لموقع climatefeedback المتخصص بالرّد العلميّ على قضايا التضليل المناخي: على الرغم من أنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري (CO2) هي جزء صغير مقارنة مع الانبعاثات الكربونية الطبيعيّة السنويّة، إلا أنّها تلعب دورًا قويًّا بشكل غير متناسب في تفاقم الاحتباس الحراري. لأنّ المشكلة الحقيقية عند التعامل مع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هي فيما يعرف بـ التدفّق والمخزون.

وبينما يُعرَّف المخزون على أنّه تركيز الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإنّ التّدفّق هو عمليّة إدخال الغازات الدفيئة وإزالتها من الغلاف الجوّي.

ويتشكّل المخزون الكلّي للغازات الدّفيئة في الغلاف الجوّي عند حدوث فرق بين الانبعاثات بشريّة المنشأ التي تدخل الغلاف الجوي، والإزالة الطبيعيّة للغازات الدفيئة من الهواء، ولا سيما عن طريق المحيطات والحياة النباتيّة.

لنبسط الأمر، تعد غازات الدفيئة جزءًا طبيعيًا من الغلاف الجوي للأرض، وتشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات أخرى، وتسمى بـ “الدفيئة” لأنها تحبس الحرارة التي لفظتها الأرض في فترات الليل، بعدما امتصتها من الشمس في فترات النهار.

يحافظ وجود غازات الدفيئة بتركيزاتها الطبيعية في الغلاف الجوي على درجة الحرارة الكوكب عند متوسط 15 درجة مئوية ليكون صالحًا للعيش، وفي حال عدم وجودها سيكون متوسط درجات الحرارة على كوكبنا -18 درجة مئوية، أي كوكب بارد جدا غير صالح للحياة.

طوال ملايين السنين، كانت دورة الكربون هي عامل التوازن الرئيس لضمان بقاء غازات الدفيئة عند تركيزاتها الطبيعية في الغلاف الجوي، مما يجعلها تستطيع القيام بدورها الطبيعي في الحفاظ على ظروف ملائمة للعيش.

لكن ما هي دورة الكربون؟

غلافنا الجوي هو نظام مغلق، لذا فإن كمية الكربون على الأرض واحدة لا تتغير أبدًا، ما يتغير فقط هو مكانها، إما في الغلاف الجوي أو على الأرض، داخل الكائنات الحية أو المحيط أو الصخور والرواسب، وتسمى العملية التي ينتقل فيها الكربون من الغلاف الجوي إلى الكائنات الحية في الأرض أو العكس، مرارًا وتكرارًا، بـ “دورة الكربون”.

كلما زادت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن المعدل الطبيعي المعتاد، تعمل دورة الكربون، بشكل طبيعي لا دخل للبشر فيه، على نقل هذه الزيادات باستمرار إلى الخزانات أو المستودعات الطبيعية المختلفة في الكرة الأرضية، مثل المحيطات والكائنات الحية كالنباتات، عن طريق عملية التمثيل الضوئي الشهيرة.

في كل عام، تدخل كمية زائدة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي بفعلِ تنفّسِ النظام البيئيّ والنّار، فتمتصها عملية التمثيل الضوئي تقريبًا؛ بجانب أنّ تدفقات ثاني أكسيد الكربون بين الجو والبحر متوازنة إلى حد كبير في كلا الاتجاهين.

مراحل دورة الكربون

توازنت عمليات تبادل الكربون بين الغلاف الجوي والأرض إلى حد ما خلال ألفي عام قبل العصر الصناعي، لهذا بقيت تركيزات ثاني أكسيد الكربون مستقرة نسبيًّا في الغلاف الجوي في ذلك الوقت.

لكن منذ بداية العصر الصناعي، تسبّب حرقُ البشر للوقود الأحفوري بإطلاق سريع للكربون المُخزّن في الخزانات الطبيعية تحت الأرض مباشرة إلى الغلاف الجوي، وتزايدت الانبعاثات طرديًّا منذ ذلك الوقت حتى الوقت الحاضر.

لكنّ في نفس الوقت، عمليات امتصاص ثاني أكسيد الكربون الطبيعية لم تزد بنفس القدر، ممّا يعني أنّ مدخلات ثاني أكسيد الكربون الآتية من الانبعاثات البشريّة ازدادت بشكل أسرع ممّا يمكن للعمليات الطبيعية استيعابه أو التعامل معه.

على الرغم من أنّ عمليات الإزالة الطبيعية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون في الأراضي والمحيطات، أو عزل ثاني أكسيد الكربون، قد ازدادت طرديًّا خلال هذه السنوات، إلا أنّها لم تستطع مواكبة زيادة الانبعاثات، فقد استطاعت إزالة نحو 55% فقط من إجمالي الاضطرابات البشرية.

نتيجةً لهذا الاختلال السنويّ في التّدفّق يزداد مخزون ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن تركيزاته الطبيعية، فتزداد معه كمية الحرارة التي يحبسها داخل الأرض، مما يؤدي إلى تفاقم الاحتباس الحراري العالمي.

وعند النظر إلى مخزون ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، يمكن ملاحظة اختلالٍ واضح في التّدفّق. فمنذ بدء القياسات المتعلقة بالغلاف الجوي عام 1958 ظهر ارتفاعُ متوسطِ تركيزات ثاني أكسيد الكربون سنويًّا، وظلّ يزداد من دون انقطاع، كما تنامى معدّل هذه الزيادة أيضًا.

وقد زادت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من نحو 278 جزء في المليون في عام 1750، إلى نحو 417 جزء من المليون في عام 2022.

وهذه التركيزات لم يسبق لها مثيل في المليوني سنة الماضية، فضلًا عن ذلك، يعتبر معدل الزيادة في ثاني أكسيد الكربون خلال القرن الماضي أسرع بعشرِ مرات على الأقل من أي وقت آخر خلال 800000 سنة ماضية.

كما أنّ التقديرات تشير إلى أنّ هذه الزيادة المتسارعة في ثاني أكسيد الكربون هي التي تساهم في ارتفاع درجة حرارة الهواء السطحي في العالم بمقدار 1,01 درجة مئوية منذ عام 1750، وهو أكبر قدر من الاضطرابات المناخيّة خلال العصر الصّناعيّ.

الادعاء الثاني

يدّعي بلايمر أنّ ثاني أكسيد الكربون يزداد حاليًّا في الغلاف الجوي بسبب ثاني أكسيد الكربون الذي يطلقه المحيط استجابةً للاحترار الطبيعيّ السابق، وليس بسبب الانبعاثات البشرية. والحقيقة أنّ ادعاءه هذا يتجاهل مصادر متعددة للأدلّة التي تكشف تدفّقًا هائلاً لثاني أكسيد الكربون بشريِّ المنشأ إلى النّظام المناخي.

بينما يستجيب المحيط لدرجات حرارة أكثر دفئًا عن طريق التفوّق على ثاني أكسيد الكربون في أثناء الانتقالات بين الفترة الجليدية وما بين الجليدية على نطاقات زمنيّة تتراوح من مئات إلى آلاف السنين، فإن هذه الآلية لا تفسّر ملاحظات الارتفاع السريع وغير المسبوق، منذ بداية العصر الصناعيّ، لتركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ.

يعتبر المحيط واحدًا من الخزّانات الطبيعيّة للكربون، وهو يحتوي على كميات هائلة مُذابة منه، وذلك بسبب كيميائية ثاني أكسيد الكربون وقابلية ذوبانه في مياه البحر.

وبالفعل كان معروفًا لأكثر من 200 عام أنّ قابلية ذوبان ثاني أكسيد الكربون تنخفض مع ارتفاع درجة الحرارة. ولكن نتيجةً لعلاقة الذوبان العكسية هذه، يستطيع المحيط أن يحتفظ بكمية أقل من الكربون خلال ارتفاع درجة حرارته، على افتراض ثبات الظروف الأخرى.

لذا تكون التغيّرات في درجات الحرارة ضخمة عند خطوط العرض العالية على نطاقات زمنيّة تتراوح بين مئات وآلاف السنين، بفعل هذه العمليّة. وبما أنّ النّطاقات الزمنيّة لدوران أعماق المحيطات بطيئة، يستغرق المحيط قرونًا لكي يستطيع التّوازن مع اضطراب درجة حرارة السطح الأوليّ.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الدراسات الحديثة للمناخ القديم، تشير إلى أنّ تغيّر درجات الحرارة في أنتاركتيكا سبق تغيّر ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 500 إلى 650 سنة، في أثناء الانتقالات بين الفترة الجليدية وما بين الجليدية.

وعلى الرغم من أهمية هذه العمليّة في التغيّرات المناخيّة القديمة، إلّا أنّها غير قادرة على تفسير ما يشهده الغلاف الجويّ من ارتفاع مذهل في ثاني أكسيد الكربون مؤخّرًا، فقد بلغ هذا الارتفاع مستويات غير مسبوقة على مدى المليوني سنة الماضية، وهو يزداد بمعدل أسرع 10 مرات على الأقل من أي وقت آخر خلال 800000 سنة الماضية.

فضلًا عن ذلك، كان هناك تبريد عالمي طفيف تميزت به القرون العديدة التي سبقت الارتفاع السريع لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ بدء العصر الصناعي، وهذا عكس ما يفترضه بلايمر من وجود احترار في ذلك الوقت أدى إلى ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المحيط.

أكّد د. طارق سلهب، رئيس دائرة المناخات في مصلحة الأرصاد الجويّة في لبنان، وأستاذ المناخ في الجامعة اللبنانية، في تصريحات خاصة لـ “أوزون” زيف الادعاءات التي في الفيديو المتداول.

قائلًا إنّ المناخ يتغيّر، وأنّ تغيّره يأتي من أسباب طبيعيّة أو بشريّة. فعندما أصبحت المدن دخيلةً على سطح الأرض، وتطوّرت، اقتضمت المساحات الخضراء والغطاء اليابس. وفي نفس الوقت، حتّم التطوّر الصناعي وتطوّر هذه المدن استخدام آلات حديثة لخدمة البشرية ومواكبة التطوّر صناعيًّا وتجاريًّا وخدماتيًّا. فنتج عن ذلك ضخّ كميّات كبيرة من ملوّثات الجوّ التي فاقت الكميّات الطبيعيّة من ثاني أكسيد الكربون، ومن النيتروجين، وغيرها من الغازات.

وأنّ هذه الغازات تشكّل طبقات، وتتفاعل في الغلاف الجوي عند انتشارها، فتقضي على طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء. وعندما تضعف طبقة الأوزون تصل الأشعة الشمسية الضارة إلى الأرض وتؤدي إلى زيادة احتراق النبات وإلى أمراض سرطانية تصيب الإنسان، كما تؤدي إلى خلل في عملية النمو الفسيولوجي لبعض النباتات.

وأكّد أنّ كميات الغازات التي تنبعث إلى الجو أصبحت كبيرة جدًّا، تفوق القدرة الطبيعية للغلاف الجوي على موازنة نفسه. وأنّ هذا الأمر مثبت من خلال صور الأقمار الاصطناعية التي ترصد تركيزات ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.

وفسّر تأثير تراكم ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في الغلاف الجوّي على ظاهرة الاحتباس، إذ إنّ ثاني أكسيد الكربون يحبس الحرارة ويقضي على طبقة الأوزون، كما يحبس بخار الماء الحرارة أيضًا، ونتيجة لارتفاع حرارة سطح الأرض والغلاف الجوي، أصبح بخار الماء موجودًا بكثرة في الجو. ما يؤدّي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكر أنّه يمكن رصد كميّة غاز ثاني أكسيد الكربون أو أي غاز في الغلاف الجوي، من خلال الأقمار الاصطناعية التي تعطينا معلومات دقيقة عن مدى الانتشار.

وشرح أنّ ثاني أكسيد الكربون لا يبقى في المنطقة التي دخل إليها في الجو، لأنّه لا يمكن أن يبقى فترة طويلة في منطقة محدّدة، بل ينتشر في الغلاف الجوي وينتقل إلى مناطق أخرى، لذلك إنّ أفضل وسيلة لرصده هي صور الأقمار الاصطناعية الحديثة، وخاصّة عن طريق الاستشعار عن بعد، ويستطيع العلماء من خلاله رصد كل العناصر الغازيّة الموجودة في الغلاف الجوّي، مما أثبت مع الوقت أنّ هناك تبدّلات في الغلاف الجوّي، وزيادة في نسَب الغازات فيه.

التصنيف: مغالطات منطقية

يمكن تصنيف المعلومات المضللة التي قالها بلايمر تحت بند “المغالطات المنطقية”، وهو نوع من تكتيكات التضليل الشائعة حول تغيّر المناخ، إذ استخدم فيها المضلل حججًا منطقية انتهت إلى استنتاجات غير منطقية، أو بمعنى أوضح، مغالطات بُنيت على مقدمات سليمة وحقيقية.

هذا التقرير تم إنتاجه بدعم ومنحة من مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمركز الدولي للصحفيين ICFJ

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.