منصة رقمية متخصصة بقضايا تغير المناخ في الشرق الأوسط

التكييف يبرّد منزلك ويجعل العالم أكثر احترارًا.. كيف نستخدمه دون ضرر للبيئة والمناخ؟

يهدد تزايد استخدام أجهزة التكييف، تحت ضغط من تزايد ارتفاع الحرارة عالميا، بجلب تحديات من نوع آخر للعالم خلال الفترة القادمة.

بحسب التقرير السنوي لشركة بي بي البريطانية، تسبب تزايد استهلاك الطاقة الكهربائية والحاجة لتوليد المزيد منها في تزايد الانبعاثات الدفيئة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ورغم أهمية التبريد للحفاظ على مجتمعات محلية تنعم بالصحة؛ واللقاحات والأغذية الطازجة؛ إمدادات الطاقة المستقرة والاقتصادات المنتجة، إلا أن الطلب المتزايد على التبريد يساهم بشكل كبير في تغير المناخ.

وتنتج أجهزة التبريد انبعاثات مركبات الكربون الهيدروفلورية، وثاني أكسيد الكربون، والكربون الأسود الذي ينتج عن استخدام الطاقة التي تعتمد في الغالب على الوقود الأحفوري والتي تعمل على تشغيل مكيفات الهواء ومعدات التبريد الأخرى.

ووفقاً للتقرير التجميعي للانبعاثات الناجمة عن التبريد والسياسات لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والوكالة الدولية للطاقة، يمكن للعمل الدولي المنسق بشأن التبريد الموفر للطاقة والمراعِ للمناخ أن يؤدي إلى تجنب ما يصل إلى 460 مليار طن من انبعاثات غازات الدفيئة- أي ما يعادل تقريباً ثماني سنوات من الانبعاثات العالمية عند مستويات عام 2018- على مدى العقود الأربعة المقبلة، وذلك

يقول التقرير إن هناك ما يقدر بنحو 3.6 مليار جهاز تبريد قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم، وإنه إذا تم توفير التبريد لكل من يحتاجه- وليس إلى أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفه فقط- فإن هذا سيتطلب توفير ما يصل إلى 14 مليار جهاز تبريد بحلول عام 2050.

تقدر الوكالة الدولية للطاقة أن مضاعفة كفاءة استخدام الطاقة في أجهزة التكييف بحلول عام 2050 ستقلل الحاجة إلى 1300 جيجاوات من الطاقة الإضافية لتوليد الكهرباء لتلبية الطلب أوقات الذروة – وهو ما يعادل كل سعة توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في الصين والهند في عام 2018.

ويمكن لمضاعفة كفاءة استخدام الطاقة في أجهزة التكييف توفير ما يصل إلى 2.9 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050 في خفض تكاليف توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها وحدها.

يشير التقرير إلى إن العمل على كفاءة استخدام الطاقة سيجلب العديد من الفوائد الأخرى، مثل زيادة الوصول إلى التبريد المنقذ للحياة، وتحسين نوعية الهواء وتقليل فقد الطعام وهدره.

وقالت إنغر أندرسون المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يجب على الدول إجراء خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الخاصة بها للوصول إلى المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية والإبقاء على درجات الحرارة دون 1.5 درجة مئوية. ويعد هذا أمر بالغ الأهمية لتقليل الآثار الكارثية الناجمة عن تغير المناخ.

 

اقرأ أيضًا.. في ظل الأزمة العالمية.. 4 اجراءات يمكن للحكومات تنفيذها لترشيد استهلاك الطاقة

كيف نستخدم التكييف بشكل سليم؟

يمكن للأفراد اتباع نهج التبريد الفعال والمراعِ للمناخ ما يساعد في تحقيق كل هذه الأهداف عن طريق اتباع عدد من الاجراءات البسيطة مع استخدام أجهزة التكييف.

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن ضبط مكيف الهواء بدرجة واحدة مئوية فقط أقل من المعتاد، أو ما يقرب من درجتين فهرنهايت، يمكن أن يرشد استهلاك الطاقة، ويقلل من كمية الكهرباء المستخدمة بنسبة 10 في المائة سنويًا .

قال نيك إير، أستاذ الطاقة وسياسة المناخ بجامعة أكسفورد، إن الحكومات عليها أن تبدأ باتخاذ هذا الإجراء لتكون  قدوة لمجتمعاتها في ترشيد استهلاك الطاقة.

وأشار إلى أن عامة الناس قد لا يستجيبون بشكل جيد للحكومات والسياسيين الذين يطالبونهم بأفعال لا يطبقوها على أنفسهم قبل كل شيء.

يقول الخبراء إن ضبط ثرموستات التكييف (جهاز ضبط الحرارة) في فصل الصيف عند درجة 25 مئوية (75 فهرنهايت) هي الدرجة الأنسب للتبريد المريح والاستهلاك المحدود للطاقة.

كما أن إجراء الصيانة الدورية للتكييف من الممكن أن يؤدى إلى خفض استهلاكه من الكهرباء بنسبة تصل إلى 10%.

لذا من المهم متابعة الصيانة الدورية وتفقد فلتر التكييف باستمرار وتنظيفه لأن اتساخ الفلتر يقلل من كفاءة التبريد ويزيد من استهلاك الطاقة.

أيضًا سد الفتحات حول جهاز التكييف يساهم في خفض استهلاكه من الكهرباء بنسبة %9.

جدير بالذكر أن مجلس الوزراء المصري على أعلن قبل أيام تدشين خطة وطنية لترشيد استهلاك الكهرباء في البلاد، وألزمت الخطة المولات التجارية والأماكن العامة التي تستخدم أنظمة تكييف مركزية بتشغيلها عند درجة الحرارة ٢٥ مئوية وألا تقل عن ذلك.

تابعنا على نبض

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.