بريست- فرنسا
شارك حوالي 30 رئيس دولة من جميع أنحاء العالم في قمة One Ocean “محيط واحد” باستضافة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بريست بفرنسا يوم الجمعة، حيث تعهدوا ببذل المزيد لحماية محيطات العالم من الأذى.
اتفق الحضور خلال قمة “محيط واحد” على مجموعة أفكار أبرزها عمل معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي، وحماية القطب الجنوبي الفرنسي، وتطوير الأماكن البحرية المحمية في أعالي البحار خارج الولاية القضائية لأي دولة.
من بين الحاضرين في القمة، التي استمرت ليوم واحد، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو من سوزا، الذي تستضيف بلاده قمة الأمم المتحدة للمحيطات في لشبونة يونيو المقبل.
انضم عدد من رؤساء الدول الآخرين، بما في ذلك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عبر الفيديو كونفرانس أو أرسلوا رسالة فيديو مسجلة لعرضها خلال الحدث.
أعلن ماكرون بعد القمة أن الاتحاد الأوروبي شكل تحالفًا هذا العام لصياغة اتفاقية لحماية أعالي البحار.
في بيان مشترك، قالت فرنسا والولايات المتحدة إنهما ستدعمان إطلاق المفاوضات في جمعية الأمم المتحدة للبيئة القادمة بشأن اتفاقية عالمية لمعالجة دورة الحياة الكاملة للمواد البلاستيكية وتعزيز الاقتصاد الدائري.
قدم ماكرون أيضًا خطة مشتركة مع الولايات المتحدة لتوسيع وحماية أراضي أنتاركتيكا الفرنسية.
كما دعا ماكرون إلى إنهاء الدعم الحكومي الذي يساهم في الصيد الجائر، وهو موضوع رئيس بالفعل على جدول أعمال منظمة التجارة العالمية.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “يجب أن نعظم من مهمتنا لحماية المحيط لتكون بحجم مسؤوليتنا المشتركة، هذا هو السبب في أننا أتينا إلى بريست اليوم لتوحيد الجهود، يمكن لأوروبا أن تقدم مساهمة كبيرة، كقوة بحرية”.
قال جون كيري: “إن المحيط هو الذي يجعل الحياة على الأرض ممكنة، وينتج أكثر من نصف الأكسجين الذي نتنفسه أصبح الآن معرضًا للخطر، المحيط والمناخ مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، إنهما متماثلان” .
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المجتمع الدولي إلى “تغيير المسار” في حماية المحيطات من أزمة المناخ.
قال إن الاحتباس الحراري وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث هي أزمة ثلاثية تواجه الكوكب، محذرا من أن المحيط “يتحمل قدرا كبيرا من العبء”، مؤكدًا أن المحيط يعمل كمصدر عملاق للكربون والمشتت الحراري، فقد أصبح أكثر دفئًا وحموضة، مما يؤثر على أنظمته البيئية.
قال جوتيريش في رسالته بالفيديو إلى قمة “محيط واحد” إن “الجليد القطبي يذوب وأنماط الطقس العالمية تتغير”.
أضاف أن المجتمعات التي تعتمد على المحيط تتضرر أيضًا: “يعتمد أكثر من 3 مليارات شخص على التنوع البيولوجي البحري والساحلي لكسب عيشهم.”
حذر من تضائل الأنواع البحرية، والشعاب المرجانية المبيضة، والنظم البيئية الساحلية التي تشكل مناطق نفايات لمياه الصرف الصحي والبحار الفقيرة بالمغذيات التي اختنقها الحطام.
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض الأرصدة السمكية للتهديد من الصيد الجائر وممارسات الصيد المدمرة والصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم، وشدد الأمين العام على ضرورة تغيير المسار.
جدير بالذكر أن حوالي 90 في المائة من التجارة العالمية يتم نقلها عن طريق البحر، مما يساهم في ما يقرب من ثلاثة في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة: “يحتاج قطاع الشحن إلى المساهمة في الخفض الضروري للانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، والانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، في محاولة للحفاظ على آمالنا في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية”.
اقرأ أيضًا.. صناعة الأزياء تستهلك مواردنا وتفاقم أزمة تغير المناخ.. حان الوقت لتغيير ثقافة “الموضة”
السيسي في قمة “محيط واحد”
فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة “محيط واحد” إن مصر، بصفتها رئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، تحث على بذل جهود دولية أكبر لحماية البحار والمحيطات من الآثار السلبية لتغير المناخ.
خلال خطابه على هامش “محيط واحد” أكد الرئيس السيسي حرص مصر على سن الأطر القانونية لتنظيم الأنشطة الاقتصادية المحيطة بالبحار والمحيطات بما يضمن استدامة الموارد البحرية والحفاظ عليها.
وأشار إلى خطر التلوث بما في ذلك البلاستيك الذي يمثل تحديا للبلدان النامية.
قال السيسي: إن مصر تتخذ أيضًا خطوات قوية للتحول إلى مركز للطاقة المتجددة، بما في ذلك التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو ما يمثل فرصة حقيقية لتقليل حجم الانبعاثات من قطاع النقل البحري.
خلال الفترة المقبلة، سنعمل على طرح أفكار ومبادرات للتشاور مع شركاء التنمية بهدف حشد المزيد من الدعم للجهود المصرية في هذا المجال المهم.
على الصعيد الدولي، تعمل مصر خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف على إطلاق مسار مفاوضات للوصول إلى أهداف جديدة لحماية الطبيعة، وفي مقدمتها حماية البحار والمحيطات.
كما تشارك مصر باهتمام في المشاورات الجارية في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، بهدف التوصل إلى صك قانوني جديد لحماية التنوع البيولوجي في المناطق البحرية خارج الولاية الوطنية.
على جانب أخر، تظاهر حوالي 150 شخصًا خارج قمة “محيط واحد” في مدينة بريست الفرنسية دفاعًا عن القضايا المتعلقة بالمحيطات، وأعربوا عن استيائهم من عدم وجود جهات فاعلة أخرى كجزء لا يتجزأ من المحيطات.
رفع من كانوا خارج المركز الذي يستضيف قمة “محيط واحد” لافتات كتب عليها “لا لنهب قاع البحر” و”حماية المحيطات في ذروة نفاق ماكرون”.
تشعر المنظمات التي تدافع عن حماية المحيطات بالقلق من ننشاط فرنسا للتنقيب في قاع البحر الغني لاستكشاف المعادن، ما قد يكون له تأثير سلبي على النظام البيئي تحت الماء.