أكد تقرير علمي جديد حول العوامل المرتبطة بأزمة تغير المناخ أن العمل المناخي العالمي يسير في الاتجاه الخاطئ، وأن العالم يحتاج إلى مضاعفة العمل على خفض الانبعاثات 7 مرات على الأقل، لتجنب السيناريوات الكارثية للمناخ.
صدر التقرير الأممي العلمي يوم الثلاثاء عن عدد من الوكالات، ركز على زيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وزيادة غازات الاحتباس الحراري، التي وصلت الآن إلى مستوى قياسي ما قد يؤدي إلى إحباط المخططات المرسومة لخفض درجات الحرارة العالمية وتجنب الكوارث المناخية.
درس الباحثون الذين أعدوا التقرير المعنون “الاتحاد من خلال العلم”، الذي نسقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عدة عوامل مرتبطة بأزمة المناخ، من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتنبؤات المناخية، إلى “نقاط التحول”، وتغير المناخ الحضري، والظواهر المناخية الشديدة، وأنظمة الإنذار المبكر.
كانت إحدى الاستنتاجات الرئيسية للتقرير الحاجة الملحة إلى مزيد من العمل الطموح، إذا أردنا تجنب التأثيرات المادية والاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ الذي سيكون لها عواقب وخيمة على الكوكب.
تستمر تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع إلى مستويات قياسية، ومعدلات انبعاثات الوقود الأحفوري أعلى الآن من مستويات ما قبل الجائحة، بعد خفض الانبعاثات بشكل مؤقت بسبب الإغلاق، مما يشير إلى فجوة كبيرة بين الطموح والواقع.
أكد التقرير أن المدن التي تستضيف مليارات الأشخاص مسؤولة عما يصل إلى 70 في المائة من الانبعاثات التي يسببها الإنسان، وستواجه آثاراً اجتماعية واقتصادية متزايدة يتكبد وطأتها السكان الأكثر ضعفاً.
يقول التقرير إن التعهدات بـ خفض الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري يجب أن تكون أعلى بسبعة أضعاف من أجل تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية على حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
اقرأ أيضًا.. مساهمة مصر المحددة وطنيًُا.. خطة طموحة لـ خفض الانبعاثات بحلول 2030
خفض الانبعاثات أو “نقطة تحول” في المناخ
إذا فشل العالم في خفض الانبعاثات بالكم المطلوب لتحقيق الأهداف المناخية، فق نصل إلى “نقطة تحول” مناخية، ونواجه تغيرات لا رجعة فيها في نظام المناخ، وفق التقرير.
يقول التقرير إنه لا يمكن استبعاد ذلك، فقد كانت السنوات السبع الماضية هي الأكثر دفئاً على الإطلاق، وهناك فرصة تقارب الـ 50 في المائة، أن يكون متوسط درجة الحرارة السنوية في السنوات الخمس المقبلة أعلى مؤقتاً بمقدار 1.5 درجة مئوية عن متوسط المعدل بين عامي 1850 و1900.
يشير مؤلفو التقرير إلى الفيضانات المدمرة الأخيرة في باكستان، التي أدت إلى إغراق ما يصل إلى ثلث البلاد، كمثال على الظواهر المناخية الشديدة في أجزاء مختلفة من العالم هذا العام.
تشمل الأمثلة الأخرى فترات الجفاف الشديدة والممتدة في الصين والقرن الأفريقي والولايات المتحدة وحرائق الغابات والعواصف الكبرى.
قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس: “علم المناخ قادر على إظهار أن العديد من الظواهر المناخية الشديدة التي نشهدها أصبحت أكثر احتمالا وأكثر كثافة بفعل تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.”
أضاف: “لقد رأينا هذا مراراً وتكراراً هذا العام، وكان له تأثير مأساوي. من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نوسع نطاق العمل بشأن أنظمة الإنذار المبكر لبناء المرونة في مواجهة مخاطر المناخ الحالية والمستقبلية في المجتمعات المعرضة للخطر.”
وأنهى حديثه قائلًا: “لا نزال بعيدين عن المسار الصحيح”.
اقرأ أيضًا.. تقرير IPCC الجديد: هذه هي فرصنا لـ خفض الانبعاثات للنصف حتى 2030
المجهول المدمر
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، تعليقًا على نتائج التقرير الصاد إن الآثار الضارة لتغير المناخ تسير بنا إلى “المجهول المدمر.”
رداً على تقرير “الاتحاد من خلال العلم”، قال جوتيريش إن أحدث الأبحاث العلمية أظهرت “أننا لا نزال بعيدين عن المسار الصحيح”، مضيفاً أنه من المعيب مدى إهمال بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية.
أضاف: “إنها لفضيحة أن الدول قد فشلت في التعامل مع التكيف بجدية، وتجاهلت التزاماتها لمساعدة العالم النامي. من المقرر أن تنمو احتياجات تمويل التكيف إلى 300 مليار دولار أمريكي سنوياً على الأقل بحلول عام 2030.”
كان الأمين العام للأمم المتحدة قد زار باكستان مؤخرا ليرى بنفسه حجم الدمار الهائل الذي سببته الفيضانات الكارثية التي ضربت البلاد مؤخرًا وتسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة.
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن ما حدث في باكستان يثبت أهمية ضمان تخصيص 50 في المائة على الأقل من التمويل المناخي للتكيف.