أظهرت دراسة جديدة أن تغير الطقس قد يؤدي إلى زيادة الموائل المناسبة لحشرة الرائحة الكريهة البنية في الولايات المتحدة بنسبة 70٪.
تستند الدراسة، التي نُشرت في مجلة Pest Management Science، إلى بيانات من جهود مراقبة حشرة الرائحة الكريهة لمدة ثلاث سنوات في 17 ولاية أمريكية بالإضافة إلى العديد من السيناريوهات المناخية المحتملة.
ومع ذلك، يعتمد ازدهار الحشرات في أماكن جديدة على ظروف كل منطقة وتدابير التخفيف المحتملة.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة خافيير جوتيريز إيلان أستاذ مساعد باحث في قسم علم الحشرات في جامعة ولاية واشنطن: “سيتغير كل نظام مع تغير المناخ، لذا فإن حقيقة أنه يمكنك زراعة حبوب الحمص أو العدس أو القمح بدون هذه الآفات الآن، لا تعني أنك لن تحصل عليها في غضون سنوات قليلة، هناك أشياء مخففة يمكننا القيام بها، لكن من الحكمة الاستعداد للتغيير”.
وجدت الدراسة أنه بشكل عام، من المحتمل أن يكون هناك تحول نحو الشمال في الظروف الصديقة لحشرات الرائحة الكريهة.
تشمل المناطق التي قد تتأثر بشكل خاص منطقة وسط المحيط الأطلسي، والمناطق المحيطة بالبحيرات الكبرى، ووديان الساحل الغربي، مثل وادي ساكرامنتو في كاليفورنيا ووادي الكنز في ولاية أيداهو.
اقرأ أيضا.. موجات الحر وحرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ في العالم تلوث الهواء الذي نتنفسه
حشرة الرائحة الكريهة
تعتبر حشرة الرائحة الكريهة البنية أو علة الدرع البني كما نعرفها بالعربية، من الآفات الزراعية الضارة والتالفة للمحاصيل الزراعية بشكٍل مثير للاهتمام، ويبلغ طولها حوالي 1.7 سم أي حوالي 10-1.7 ملم تقريبًا، وهيكل جسمها على شكل درع بني ويغطي معظم الظهر، مع وجود جانب سفلي أبيض أو أسود، ويأخذ الهيكل شكل الرخام أيضًا، والأرجل تأخذ الشكل البني عليها بقع بيضاء، ولديها ثقوب أو غدد في الجانب السفلي من القفص الصدري وفي السيقان الأمامية وكذلك أسفل البطن.
من المعروف أن حشرة الرائحة الكريهة البنية تتغذى على ما يقرب من 170 نباتًا مختلفًا بما في ذلك المحاصيل ونباتات الزينة.
نشأ هذا النوع من حشرة الرائحة الكريهة في آسيا، حيث نجد موطنها الأصلي الصين واليابان، وتم إدخالها إلى أمريكا عن طريق الخطأ من خلال صناديق التعبئة، ومن ثم إلى موانئ الشحن في الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى تمكنت من الوصول إلى داخل الدولة وباقي الدول الأخرى.
وقد ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة منذ حوالي 20 عامًا وانتشر منذ ذلك الحين من الساحل إلى الساحل، وتم اكتشافها في 46 ولاية ويعتبر آفة في 15 منها.
الحشرة قادرة على التكيف مع درجات الحرارة الحارة أو الباردة، وتستمر في البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة.
تصدر هذه الحشرة رائحة كريهة للدفاع عن نفسها من الطيور والسحالي لتحمي نفسها من الافتراس، وذلك عن طريق الثقوب والغدد الموجودة في البطن.
تتغذى على النباتات، حيث تستخدم خرطومها لاختراق النبات ومن ثم تدمرها وتتلفها، ولذلك هي من الحشرات الماصة.
تنبعث من الذكور إشارات أو ذبذبات للتواصل مع الأنثى، وتستخدم الحشرة الذبذبات للتعرف على بعضها البعض، وتحديد موقعها بسهولة.
تنتقل الحشرة إلى المنازل في الشتاء، فهي لا تعض وإنما تنشر رائحة كريهة في المنزل.
ينمو الجيل الأول للحشرة على المناطق البرية، بينما ينمو ويتطور الجيل الثاني على المحاصيل الزراعية.
تتمكن الحشرة البالغة منهم الطيران بسهولة وقوة، وتستطيع الطيران بين الأعشاب الضارة أيضا.
اقرأ أيضا.. دراسة: الإجهاد الحراري الناجم عن تغير المناخ قد يؤدي لـ وفاة الأطفال في إفريقيا
الدبابير هي الحل
في الواقع، وجدت الدراسة أن القرب من المناطق المأهولة يبدو أنه يساعد الحشرات على الاستقرار في أماكن جديدة، ولكن بمجرد وصولها، لا تحتاج إلى أن تكون بالقرب من الناس لتتكاثر. عوامل أخرى مثل توافر المياه كانت أكثر أهمية لمسألة التكاثر.
يقول جوتيريز إيلان إن الناس على الأرجح ينقلون عن غير قصد الحشرات في المركبات أو المعدات الزراعية إلى مناطق يصعب عليهم الوصول إليها بالطيران بمفردهم.
تكره حشرة الرائحة الكريهة فصول الشتاء الباردة، لكن درجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن تغير المناخ ليست بالضرورة أمرًا جيدًا بالنسبة لها، خاصة إذا أصبحت الأرض جافة جدًا.
إنها بحاجة إلى الماء، لذلك يقول الباحثون إن تغيير أنماط هطول الأمطار من المحتمل أن يؤثر على مكان ازدهار حشرات الرائحة الكريهة.
في بعض الولايات، يستخدم المسؤولون والباحثون حشرة طفيلية، تسمى دبور الساموراي، للسيطرة على حشرات الرائحة الكريهة.
تضع الدبابير بيضها داخل بيض الحشرات النتنة، وهذا لا يدمر البيض المصاب فقط، ولكن عندما تفقس يرقات الدبابير، فإنها تأكل الحشرات الأخرى ذات الرائحة الكريهة.
يقول جوتيريز إيلان إن مثل هذه الإجراءات قد تساعد في منع انتشار حشرة الرائحة الكريهة في مناطق جديدة أو تقليلها.
ينصح جوتيريز إيلان المزارعين بالتعرف على حشرة الرائحة الكريهة البنية، حتى لو لم تكن لديهم الآفة في حقولهم مطلقًا.
يقول جوتيريز إيلان: “يتعلم معظم المزارعين من آبائهم أو من الجيل السابق ، لكن المعلومات التي حصلوا عليها ربما لم تعد مفيدة لأن المناخ يتغير، لذا فهم بحاجة إلى هذه الأنواع من الأدوات”.