انتقدت منظمات المجتمع المدني الدولية المهتمة بالبيئة وعدد من نشطاء المناخ اتفاقا وقعته مصر مع شركة كوكاكولا للمشروبات الغازية لرعاية مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “Cop27″.
وكانت مصر، التي تستضيف مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ ” Cop27″ في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ. قد أعلنت الأسبوع الماضي توقيعها الاتفاق مع كوكاكولا لرعاية المؤتمر.
ونشرت أكثر من 10 جمعيات ومنظمات بيئية ذات صيت في أوروبا والولايات المتحدة تقارير تهاجم اتفاق الرعاية بضراوة وتتهم الشركة العالمية بـ “الغسيل الأخضر”.
و”الغسيل الأخضر” هو مصطلح يصف تضليل المستهلكين بشأن الممارسات البيئية للشركة.
ونشرت مؤسسة down to earth الإفريقية المتخصصة في البيئة تقريرا مطولا في هذا الصدد على موقعها الرسمي حمل عنوان “ماتت المفارقة لتوها: شركة Coca-Cola ، من بين أكبر الملوثات العالمية، ترعى CoP27”.
وذكر التقرير أن انبعاثات غازات الدفيئة لشركة كوكاكولا في عام 2021 بلغت 5.17 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وفقًا للبيانات العالمية غير الهادفة للربح.
وكانت هذه النسبة أعلى ثمانية في المائة مما كانت عليه في عام 2020. وجاءت 60 في المائة من الانبعاثات من توليد الكهرباء في الموقع وشراءها، بينما جاء 31 في المائة من الوقود الأحفوري وغازات التبريد.
اقرأ أيضا.. كيف يتسبب تغير المناخ في موجات الحر وحرائق الغابات؟
كوكاكولا ونشطاء المناخ
أثار إعلان القرار انتقادات متزايدة الأسبوع الماضي بين النشطاء المهتمين بالمناخ، بسبب تورط شركة كوكاكولا في التلوث البلاستيكي، كما وقع ما يزيد على خمسة آلاف شخص على عريضة تطالب بالتراجع عن القرار.
وكانت الشركة قد اعترفت، في عام 2019، بأنها تستخدم ثلاثة ملايين طن من العبوات البلاستيكية في السنة.
ويعد البلاستيك، الموجود في كل قارة وفي المحيطات، مصدرا رئيسيا للتلوث، كما يسهم إنتاجه في ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويُنتج حاليا 99 في المائة من البلاستيك العالمي من الوقود الأحفوري عن طريق عملية تنتج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتؤدي إلى تغير المناخ.
وقال نشطاء لوسائل إعلام دولية إن الاتفاق يحد من فرص المحادثات، نظرا لأن غالبية المواد البلاستيكية تُصنع من الوقود الأحفوري.
وكانت حركة تعرف باسم “تحرروا من البلاستيك Break Free From Plastic” قد صنّفت شركة كوكاكولا على أنها المصدر الأول للتلوث البلاستيكي في العالم.
قال محمد أحمدي، من منظمة “انتفاضة الأرض” الدولية: “هذا الإجراء يتعارض مع هدف المؤتمر”.
أعرب ستيف ترينت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة العدالة البيئية، عن نفس الشعور، ودعا مصر إلى التراجع عن القرار.
وقال ترينت: “نموذج أعمال شركة كوكاكولا بأكمله يعتمد على الوقود الأحفوري. قدموا وعودا لتحسين إعادة التدوير دون الوفاء بها على الإطلاق”.
اقرأ أيضا.. تقرير: العالم يحتاج لـ خفض الانبعاثات 7 أضعاف المعدل الحالي لتجنب السيناريو الكارثي
التأثير على المفاوضات
ولم يعرب نشطاء المناخ عن قلقهم بشأن الإشارة التي يبعثها قرار رعاية المؤتمر فحسب، بل أيضا تأثير ذلك على المفاوضات.
وقال نيومبي موريس، ناشط مدافع عن المناخ من أوغندا وسفير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: “عندما تهيمن الجهات الملوّثة على مفاوضات المناخ، لا نحصل على نتائج جيدة. بوصفي ناشطا من أفريقيا، أشعر بقلق من أن المزيد من بحيراتنا سوف تمتلئ بالبلاستيك مرة أخرى”.
وكانت الحكومة البريطانية قد منعت شركات الوقود الأحفوري من رعاية محادثات المناخ التي استضافتها العام الماضي.
قالت شركة كوكاكولا ردًا على الهجوم الحاد الذي تعرضت له، إنها تدرك الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود: “على الرغم من إحرازنا تقدما في تحقيق أهدافنا في عالم يخلو من النفايات، فنحن ملتزمون أيضا ببذل المزيد من الجهود بشكل أسرع”.
وأضافت شركة كوكاكولا أنها لا تزال ملتزمة بـ”جمع وإعادة تدوير زجاجة أو عبوة معينة مقابل كل واحدة نبيعها بحلول عام 2030″.
وتقول الشركة، التي تعد منتجا رئيسيا للبلاستيك، إنها “تشارك في هدف القضاء على النفايات، وتقدّر الجهود المبذولة لرفع الوعي”.
وكان مايكل جولتزمان، نائب رئيس السياسات العامة والاستدامة في شركة كوكاكولا، قد صرح خلال التوقيع على الاتفاق أنه “من خلال الشراكة في مؤتمر (Cop27)، تسعى شركة كوكاكولا إلى دعم العمل الجماعي في مواجهة تغير المناخ”.